للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المسلمين فأمره أن يحصوا فوجد الرجل يصيبه ثلاثة من الفلاحين فشاور في ذلك فقال له علي بن أبي طالب كرم الله وجهه: دعهم (يكونوا) (١) مادةً للمسلمين، فتركهم وبعث عليهم عثمان بن حنيف (٢) فوضع عليهم ثمانية وأربعين وأربعة وعشرين واثني عشر (٣)، وروى بإسناده عن عبد الله بن قيس (٤) أو ابن أبي قيس الهمداني شك أبو عبيد قال: قدم عمر الجابية (٥) فأراد قسم الأرض بين المسلمين والله إذن (٦) ليكونن ما تكره إنك إن قسمته اليوم صار الربع العظيم في أيدي القوم يبيدون فيصير ذلك إلى الرجل والمرأة ثم يأتي بعدهم قوم يسدون من الإسلام مسدًا وهم لا يجددون (٧) شيئًا فانظر إلى أمر يسع


(١) في الأصل: (يكونون)، والصواب ما أثبته. "يكونوا" كما في "مكارم الأخلاق" للخرائطي (ص: ٣٠٤).
(٢) هو عثمان بن حنيف بن وهب بن العكيم بن ثعلبة بن الحارث، أبو عمرو الأنصاري الأوسي، صحابي، شهد أحدا وما بعدها. وولاه عمر بن الخطاب السواد، ثم ولاه علي البصرة، وفي الاستيعاب: أن عمر بن الخطاب استشار الصحابة في رجل يوجه إلى العراق، فأجمعوا جميعا على عثمان بن حنيف، وقالوا: إن تبعثه على أهم من ذلك فإن له بصرا، وعقلا، ومعرفة، وتجربة، فولاه عمر هو وحذيفة بن اليمان مساحة أرض العراق فمسحاها ليعرفا ما عليها من الخراج لبيت المال.
ينظر: الإصابة (٢/ ٤٥٩)، والاستيعاب (٣/ ١٠٣٣)، وتهذيب التهذيب (٧/ ١١٢).
(٣) أخرجه القاسم بن سلام في الأموال، كتاب فتوح الأرضين صلحا وسننها وأحكامها تؤخذ عنوة، باب فتح الأرض وهي من الفيء والغنيمة جميعا، رقم (١٥١)، والخرائطي في مكارم الأخلاق، باب ما يستحب للمرء من استعمال الحزم والأخذ بالثقة والنظر في عواقب الأمور قبل كونها، رقم (٩٣٢)، والبيهقي في كتاب جماع أبواب السير، باب السواد، رقم (١٨٣٧٠)، ويحيى بن آدم في الخراج (١/ ٤٠) كلهم من طريق إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن حارثة به.
(٤) عبد الله بن قيس الهمداني الحمصي، قال أحمد: شامي تابعي ثقة، وقال أبو حاتم: صالح، وقال أبو زرعة: في الطبقة التي تلي أصحاب رسول الله وهي العليا: عبد الله بن قيس الهمداني روى عن: عمر، وأبي عبيدة، ومعاذ .
ينظر: الجرح والتعديل (٥/ ١٣٩)، تاريخ دمشق (٣٢/ ١١٦ - ١١٨).
(٥) الجابية: بكسر الباء، وياء مخففة وأصله في اللغة الحوض الذي يجبى فيه الماء للإبل. وهي قرية من أعمال دمشق ثم من عمل الجيدور من ناحية الجولان قرب مرج الصفر في شمالي حوران، إذا وقف الإنسان في الصنمين واستقبل الشمال ظهرت له، وتظهر من نوى أيضًا.
ينظر: معجم البلدان (٢/ ٩١)، آثار البلاد وأخبار العباد (ص ١٧٥).
(٦) في الأصل: (والله أذن كذا) والصواب ما أثبته. وهو أن ثمت سقطا وقع في هذه الجملة، صوابه: قسم الأرض بين المسلمين، فقال له معاذ: والله إذن. ينظر: الأموال لابن زنجويه (١/ ١٩٤)، ومكارم الأخلاق للخرائطي (ص: ٣٠٤).
(٧) قوله: لا يجددون كذا، والصواب: لا يجدون.

<<  <  ج: ص:  >  >>