للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

زيد بن أسلم (١) عن أبيه (٢) عن عمر قال: لولا آخر الناس ما افتتحت قريةً إلا قسمتها (٣).

وروى بإسناده عن سفيان بن وهب الخولاني قال: لما افتتح عمرو بن العاص (٤) مصر بغير عهد قام الزبير فقال: يا عمرو بن العاص اقسمها، فقال عمرو: لا أقسمها، فقال الزبير لتقسمنها كما قسم رسول الله خيبر فقال عمرو: لا أقسمها حتى أكتب إلى أمير المؤمنين وكتب إلى عمر فكتب إليه عمر: أن دعها حتى يغزو منها حبل الحبلة (٥).

وروى بإسناده عن حارثة بن مضرب (٦) عن عمر أنه أراد أن يقسم السواد بين


(١) هو زيد بن أسلم أبو عبد الله العدوي العمري الإمام، الحجة، القدوة، أبو عبد الله العدوي، العمري، المدني، الفقيه (روى له البخاري، ومسلم، وأبو داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه) توفي في ذي الحجة، سنة (١٣٦ هـ). ينظر: سير أعلام النبلاء (٥/ ٣١٧)، تهذيب الكمال (١٠/ ١٢ - ١٨).
(٢) هو أسلم مولى عمر بن الخطاب العدوي، أبو زيد، ويقال: أبو خالد، من سبي عين التمر. وقيل: حبشي. وقيل: من سبي اليمن (روى له البخاري، ومسلم، وأبو داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه) وقد اشتراه عمر بمكة لما حج بالناس سنة ٢١ في خلافة الصديق. توفي أسلم سنة (٨٠ هـ).
ينظر: تاريخ الإسلام (٢/ ٧٩١)، تهذيب الكمال (٢/ ٥٢٩ - ٥٣١).
(٣) أثر عمر عزاه المصنف لأبي عبيد القاسم بن سلام، وقد أخرجه في الأموال، كتاب فتوح الأرضين صلحا وسننها وأحكامها تؤخذ عنوة، باب فتح الأرض وهي من الفيء والغنيمة جميعا، رقم (١٤٨).
ولكن قد فات المصنف أن هذا الأثر قد أخرجه البخاري في كتاب المزارعة، باب أوقاف أصحاب النبي ، وأرض الخراج ومزارعتهم، ومعاملتهم، رقم (٢٣٣٤)، كتاب فرض الخمس، باب: الغنيمة لمن شهد الوقعة، رقم (٣١٢٥)، كتاب المغازي، باب غزوة خيبر، رقم (٤٢٣٥)، (٤٢٣٦).
(٤) عمرو بن العاص بن وائل السهمي الإمام، أبو عبد الله - ويقال: أبو محمد - السهمي صحابي جليل. داهية قريش يضرب به المثل في الفطنة، والدهاء، والحزم (روى له البخاري، ومسلم، وأبو داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه) أسلم سنة ثمان قبل الفتح وقيل بين الحديبية، وخيبر، روى عن: النبي ، وعائشة ، وروى عنه: ابنه عبد الله، وأبو قيس مولاه، وقيس بن أبي حازم، وغيرهم. له أحاديث ليست كثيرة؛ تبلغ بالمكرر نحو الأربعين، اتفق البخاري ومسلم على ٣ أحاديث منها. مات سنة (٤٢ هـ).
ينظر: سير أعلام النبلاء (٣/ ٥٤، ٥٥)، تهذيب التهذيب (٨/ ٥٦).
(٥) أخرجه القاسم بن سلام في الأموال، كتاب فتوح الأرضين صلحا وسننها وأحكامها تؤخذ عنوة، باب فتح الأرض وهي من الفيء والغنيمة جميعا، رقم (١٤٧). وقوله: حتى يغزو منها حبل الحبلة معناه كما قال أبو عبيد عقب تخريجه لهذا الأثر: أراه أراد: أن تكون فيئا موقوفا للمسلمين ما تناسلوا، يرثه قرن بعد قرن، فتكون قوة لهم على عدوهم ا. هـ.
(٦) هو حارثة بن مضرب العبدي الكوفي (روى له البخاري، ومسلم، وأبو داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه) وهو ثقة غلط من نقل عن ابن المديني أنه تركه، وعن أحمد بن حنبل: حسن الحديث. وقال عثمان بن سعيد الدارمي، عن يحيى بن معين: ثقة.
ينظر: تهذيب الكمال (٥/ ٣١٧ - ٣١٨)، تهذيب التهذيب (٢/ ١٦٦، ١٦٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>