للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال الكلبي (١): لما أمر رسول الله بالمسير إلى بني النضير (٢) فبلغهم ذلك ذمور الأزقة وحصنوا السدود فأتاهم النبي فقاتلهم إحدى وعشرين ليلة كلما ظهر على دار من دورهم أو درب من دروبهم هدمه ليتسع المقاتل (٣) فدل على أن ذلك كان للحاجة وهو ضيق المكان وطول الحرب (٤).

واحتج: بما روى ابن عمر أن رسول الله حرق نخل بني النضير وهي البويرة (٥) وترك العجوة (٦) (٧) وهي التي قال الشاعر (٨):


= من المتقدمين مثله، وكتابه (الجامع). وكان ثقة، ثبتًا، عالمًا بالكتاب والسنة، وله معرفة باللغة والعربية، ولد سنة (١٢٤ هـ)، وقال ابن يونس: مات بمصر، بعد أن حج، في صفر، سنة (٢٠٠ هـ) .
ينظر: سير أعلام النبلاء (٩/ ٣٩٦ - ٣٩٧)، طبقات علماء إفريقية (ص ٣٧، ٣٨).
(١) هو محمد بن السائب بن بشر العلامة، الأخباري، أبو النضر محمد بن السائب بن بشر الكلبي المفسر. وكان أيضًا رأسًا في الأنساب، إلا أنه شيعي، متروك الحديث. توفي سنة (١٤٦ هـ).
ينظر: التاريخ الكبير (١/ ١٠١)، سير أعلام النبلاء (٦/ ٢٤٨ - ٢٤٩).
(٢) هم جماعة من اليهود، سكنوا حصنًا قريبًا من المدينة، فتحه رسول الله وحرق نخلهم لما نقضوا العهد وأرادوا قتله.
ينظر: أنساب الأشراف للبلاذري (١/ ٣٣٩)، الأنساب للسمعاني (١٣/ ١٢٨).
(٣) أجد هذا الحديث في أي من مصادر التخريج.
(٤) ينظر: شرح الزركشي (٣/ ٢٠١)، مختصر الخرقي (ص ١٤١).
(٥) تصغير البئر التي يستقى منها الماء، والبويرة: هو موضع منازل بني النضير اليهود الذين غزاهم رسول الله بعد غزوة أحد بستة أشهر، فأحرق نخلهم وقطع زرعهم وشجرهم.
ينظر: معجم البلدان (١/ ٥١٢)، مراصد الاطلاع (١/ ٢٣٢).
(٦) ضرب من أجود التمر في المدينة ونخلتها تسمى لينه. ينظر: مختار الصحاح (١/ ٢٠٢)، لسان العرب (١٥/ ٣١).
(٧) أخرجه البخاري في كتاب المزارعة، باب قطع الشجر والنخل، رقم (٢٣٢٦)، وكتاب الجهاد والسير، باب حرق الدور والنخيل، رقم (٣٠٢١)، وكتاب المغازي، باب حديث بني النضير ومخرج رسول الله إليهم في دية الرجلين وما أرادوا من الغدر برسول الله ، رقم (٤٠٣١)، (٤٠٣٢)، وكتاب تفسير القرآن باب قوله: ﴿مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ﴾ [الحشر: ٥]، رقم (٤٨٨٤)، ومسلم في كتاب الجهاد والسير، باب جواز قطع أشجار الكفار وتحريقها، رقم (١٧٤٦).
(٨) هو حسان بن ثابت ، كما في الصحيحين، وهو حسان بن ثابت بن المنذر الخزرجي الأنصاري، أبو الوليد: الصحابي، شاعر النبي وأحد المخضرمين الذين أدركوا الجاهلية والإسلام. عاش ستين سنة في الجاهلية، ومثلها في الإسلام، توفي سنة (٥٤ هـ).
ينظر: أسد الغابة (٢/ ٦)، رقم (١١٥٣)، الإصابة في معرفة الصحابة (٢/ ٥٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>