للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الْأَلِيمَ﴾ [يونس: ٨٨] " أنتم عالة ولا نتعار منكم أحد إلا بفدي أو ضرب عنقٍ، قال عبد الله: فقلت: يا رسول الله! إلا سهيل بن بيضا (١) فإني سمعته يذكر الإسلام قال: فسكت النبي فما رأيتني في يوم أخوف أن يقع علي حجارة من السماء ذلك اليوم حتى قال: إلا سهيل بن بيضاء قال: فأنزل الله: ﴿مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى﴾ [الأنفال: ٦٧] (٢).

فوجه الدلالة: أنه قبل شهادة عبد الله في سهيل.

فإن قيل: فأنت لا تقول بظاهره؛ لأن النبي لم يستحلف سهيلًا وعندك يستحلف مع شاهد (٣).

قيل: يجوز أن يكون قد استحلفه ولم ينقله الراوي، ومثل هذا كثير يجيء في الأخبار (٤).

فإن قيل: فيحتمل أن يكون درأ النبي القتل عن سهيل بقيامه على الإسلام ونحن نقول: إن القتل يسقط عن الأسير بإسلامه بعد الأسر (٥).

قيل: النبي درأ القتل والفداء جميعًا بقوله: "لا يبقى منهم أحد إلا بفدًى أو ضرب عنقٍ" وبالشهادة أسقط عنه الأمرين ولولاها كان يسقط عنه أحدهما وهو القتل، ويدل عليه ما روى أبو بكر بإسناده عن الزهري (٦) عن


(١) هو سهيل بن وهب بن ربيعة بن هلال بن وهيب بن ضبة بن الحارث بن فهر، وبيضاء أمه، اسمها دعد بنت جحدم، خرج سهيل مهاجرًا إلى أرض الحبشة حتى فشا الإسلام وظهر، ثم قدم على رسول الله بمكة، فأقام معه حتى هاجر، فجمع الهجرتين جميعًا، ثم شهد بدرًا، توفي على عهد النبي ، وصلي عليه في المسجد.
ينظر: معرفة الصحابة لابن منده (ص ٦٧٠) الاستيعاب في معرفة الأصحاب (٢/ ٦٦٧).
(٢) أخرجه الترمذي في أبواب الجهاد، باب ما جاء في المشورة، رقم (١٧١٤)، وفي أبواب تفسير القرآن، باب ومن سورة القرآن، رقم (٣٠٨٤)، وأحمد في المسند رقم (٣٦٣٢)، (٣٦٣٣)، (٣٦٣٤)، وأبو بكر القطيعي في فضائل الصحابة (١٨٦ - ١٨٨)، وابن أبي شيبة في المصنف رقم (٣٦٦٩٠)، والحاكم في المستدرك رقم (٤٣٠٤).
وقال الترمذي عقب تخريجه له: "هذا حديث حسن، وأبو عبيدة لم يسمع من أبيه".
وقال الحاكم بعد أن خرجه: "هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي.
(٣) ينظر: النكت والفوائد السنية على مشكل المحرر (٢/ ٣٢٠)، الشرح الكبير لابن قدامة (١٠/ ٤٠٥).
(٤) ينظر: المحرر في الفقه (٢/ ٣٢١)، الوسيط في المذهب (٧/ ٢٦٦)، جواهر العقود (٢/ ٢٨٦).
(٥) ينظر: النكت والفوائد السنية على مشكل المحرر (٢/ ٣٢٠)، المغني (١٠/ ٤٠٠).
(٦) سبقت ترجمته ص ٩٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>