للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإن قيل: النساء والصبيان لم يكونوا من أهل القتال والشيخ كان من أهله؛ فهو كالجريح (١).

قيل: الذمي والمستأمن كان من أهله ولا يقتل.

واحتج المخالف: بقوله: اقتلوا المشركين حيث وجدتموهم. وهذا عام (٢).

والجواب: أنا نخصه بنهيه عن قتل الشيوخ (٣).

واحتج: بما روى أحمد في "المسند" بإسناده عن سمرة (٤) قال: قال رسول الله : "اقتلوا شيوخ المشركين واستبقوا سرخهم" (٥) (٦).

والجواب: أن هذا محمول على الشيوخ الذين لهم رأي وقد تبين بما ذكرنا، وأما قوله: "واستبقوا شرخهم" (٧) فقد ذكر أبو عبيد (٨) فيه وجهين، أحدهما: المراد به


(١) ينظر: الحاوي (١٤/ ١٩٤)، المجموع (١٩/ ٣٠١).
(٢) ينظر: الحاوي (١٤/ ١٩٤)، المجموع (١٩/ ٣٠١).
(٣) ينظر: تبيين الحقائق (٣/ ٢٤٥)، بداية المجتهد (١/ ٣٨٤)، الشرح الكبير (١٠/ ٣٩٩).
(٤) هو سمرة بن جندب بن هلال الفزاري، من علماء الصحابة، نزل البصرة، مات سمرة سنة (٥٨ هـ)، وقيل (٥٩ هـ). ونقل ابن الأثير: أنه سقط في قدر مملوءة ماء حارا، كان يتعالج به من الباردة، فمات فيها، وكان زياد بن أبيه يستخلفه على البصرة إذا سار إلى الكوفة، ويستخلفه على الكوفة إذا سار إلى البصرة، وكان شديدا على الخوارج، قتل منهم جماعة. ينظر: سير أعلام النبلاء، (٣/ ١٨٣ - ١٨٦)، تهذيب الكمال (١٢/ ١٣٠ - ١٣٤).
(٥) أخرجه أبو داود في كتاب الجهاد، باب في قتل النساء رقم (٢٦٧٠)، والترمذي في كتاب أبواب السير، باب ما جاء في النزول على الحكم رقم (١٥٨٣)، وقال: "هذا حديث حسن صحيح غريب، ورواه الحجاج بن أرطاة، عن قتادة نحوه"، وأحمد في المسند رقم (٢٠١٤٥)، (٢٠٢٣٠)، وسعيد بن منصور في السنن رقم (٢٦٢٤)، وابن أبي شيبة في المصنف رقم (٣٣١٣٨)، والبزار في المسند رقم (٤٥٧٤) وقال: "وهذا الحديث لا نعلم رواه عن قتادة، عن الحسن، عن سمرة إلا الحجاج بن أرطاة". والطبراني في الكبير رقم (٦٩٠٠ - ٦٩٠٢)، وقال البيهقي في المعرفة رقم (١٨١٠١، ١٨١٠٢): "والحجاج بن أرطأة غير محتج به، والحسن عن سمرة منقطع في غير حديث العقيقة فيما ذهب إليه بعض أهل العلم بالحديث، والله أعلم". اهـ.
(٦) ينظر: الحاوي (١٤/ ١٩٤)، المجموع (١٩/ ٣٠١).
(٧) قال عبد الله: سألت أبي عن تفسير هذا الحديث: "اقتلوا شيوخ المشركين". قال: يقول: "الشيخ لا يكاد أن يسلم، والشاب -أي: يسلم- كأنه أقرب إلى الإسلام من الشيخ". قال: "الشرخ: الشباب"، "المسند"، (٢٠١٤٥).
(٨) هو القاسم بن سلام البغدادي، أبو عبيد، الفقيه القاضي الأديب المشهور صاحب التصانيف المشهورة، والعلوم المذكورة، كان أبوه عبدا روميا لرجل من أهل هراة، قال ابن أبي يعلى: "وكان يقصد إمامنا أحمد، =

<<  <  ج: ص:  >  >>