للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإن قيل: العلة تقتضي أن لا يقتل الجريح والعليل المردف (١)، ولا خلاف أنه يقتل.

قيل: تعليل النبي يجوز تخصيصه (٢).

وروى أبو بكر (٣) في الجهاد من "الشافي" بإسناده عن إياس بن عبد الله (٤) أنه سمع عليا يقول: نهى رسول الله عن قتل النساء والصبيان والشيوخ الفناء (٥).

وروى أبو إسحاق الفزاري (٦) في "السير" بإسناده عن الحسن (٧) قال: نهى رسول الله


(١) احتقبه من خلفه: ارتدفه والمحقب: المردف.
ينظر: مقاييس اللغة (٢/ ٨٩)، مجمل اللغة لابن فارس (١/ ٢٤٥).
(٢) ينظر: المغنى (٩/ ٣١٣)، شرح الزركشي على مختصر الخرقي (٦/ ٥٤٩)، الإنصاف (٤/ ١٢٩).
(٣) هو أبو بكر عبد العزيز بن جعفر البغدادي، المعروف بغلام الخلال، له كتاب "الشافي" في الفقه، وهو أول كتاب بهذا الاسم في المذهب، ويقع في نحو ثمانين جزءا. قال الذهبي عنه: "ومن نظر في كتابه الشافي عرف محله من العلم، لولا ما بشعه بغض بعض الأئمة"، توفي سنة (٣٦٣ هـ).
ينظر: طبقات الحنابلة (٢/ ١١٩)، سير أعلام النبلاء (١٣/ ١٤٣).
(٤) إياس بن عبد الله بن أبي ذباب الدوسي. سكن مكة روى له أبو داود، والنسائي، وابن ماجه روى عن النبي : "لا تضربوا إماء الله"، وروى عنه: عبد الله، ويقال عبيد الله بن عبد الله بن عمر بن الخطاب. قال ابن حجر: جزم أحمد بن حنبل، والبخاري، وابن حبان بأن لا صحبة له ولم يخرج أحمد حديثه في مسنده، وذكره ابن حبان في ثقات التابعين وذكره في الصحابة والراجح صحبته.
ينظر: تهذيب الكمال (٣/ ٤٠٦)، تهذيب التهذيب (١/ ٣٨٩).
(٥) لم أقف عليه.
(٦) هو إبراهيم بن محمد بن الحارث بن أسماء بن خارجة بن حصين بن حذيفة، أبو إسحاق الفزاري الكوفي. فقيه، محدث. روى عن: أبي إسحاق السبيعي، وعطاء بن السائب، وسهيل بن أبي صالح، ويحيى بن سعيد الأنصاري، والثوري، وشعيب بن أبي حمزة، وغيرهم. وروى عنه: الأوزاعي، والثوري، وابن المبارك، ومروان بن معاوية الفزاري، وعاصم بن يوسف اليربوعي، وغيرهم.
قال أبو حاتم، والنسائي، وأحمد العجلي، وابن معين، وسفيان بن عيينة: ثقة مأمون أحد الأئمة. قال أبو حاتم: اتفق العلماء على أن أبا إسحاق الفزاري إمام يقتدى به بلا مدافعة. وقال الحميدي: قال الشافعي لم يصنف أحد في السير مثله.
ينظر: تهذيب التهذيب (١/ ١٥١)، تذكرة الحفاظ (١/ ٢٧٣)، الكامل لابن الأثير (٦/ ١٧٤).
(٧) هو الحسن بن يسار البصري، تابعي، كان أبوه يسار من سبي ميسان، مولى لبعض الأنصار. ولد بالمدينة وكانت أمه ترضع لأم سلمة. رأى بعض الصحابة، وسمع من قليل منهم. كان شجاعا، جميلا، ناسكا، فصيحا، عالما، شهد له أنس بن مالك وغيره. وكان إمام أهل البصرة. كان أولا كاتبا للربيع بن سليمان والي خراسان، ولي القضاء بالبصرة أيام عمر بن عبد العزيز. ثم استعفى. نقل عنه أنه قال بقول القدرية، وينقل أنه رجع عن ذلك، وقال: الخير والشر بقدر. مات سنة (١١٠ هـ). ينظر: سير أعلام النبلاء (٤/ ٥٦٣ - ٥٦٥)، تهذيب التهذيب (٢/ ٢٤٢ - ٢٧١).

<<  <  ج: ص:  >  >>