للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الإجماع (١)، وإثبات خبر الواحد، والقياس (٢) إن شاء الله.

وعلى أنه يجوز إن ثبت عندنا ما كان بيانه عاما بأخبار الآحاد وقد قيل في الجواب عن هذا أيضًا: بأنهم حرموا نقيع الزبيب، والتمر، والمطبوخ الذي لم يرد إلى الثلث من طريق الآحاد والحاجة إلى معرفة حكم النقيع كهي إلي معرفة المطبوخ مننه، ولهذا قد قال بعض المتأخرين بإباحة ذلك (٣). وقد ذكر أبو الحسن بن المنادي (٤) في جزء صنفه ترجمة بتنزيل المسكر منزلة الخمر، قال: حدثني أبو علي السراج (٥) قال: حدثني أحمد بن خالد الخلال (٦) قال: قلت لأبي عبد الله أحمد بن حنبل نا محمد بن


(١) الإجماع لغة: يطلق على معنيين: أحدهما العزم على الشيء والتصميم عليه، ومنه يقال أجمع فلان على كذا إذا عزم عليه، ومنه قوله تعالى: ﴿فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ﴾ [يونس: ٧١]. الثاني: الاتفاق ومنه يقال أجمع القوم على كذا إذا اتفقوا عليه. واصطلاحا: اتفاق مجتهدي عصر من العصور من أمة محمد بعد وفاته على أمر ديني.
ينظر: المصباح المنير (ص ١٠٩)، لسان العرب (٨/ ٥٣)، المسودة (٣٢٠) شرح الكوكب المنير (٢/ ٢٣٦).
(٢) القياس لغة: التقدير والمساواة، تقول: قاس الفلاح الأرض بالقصبة أي قدرها بها، والمساواة، تقول: أسامة لا يقاس بخالد، أي: لا يساويه.
واصطلاحا: رد الفرع إلى الأصل بعلة تجمعهما في الحكم.
ينظر: لسان العرب (٦/ ١٨٧)، مختار الصحاح (١/ ٥٦٠)، شرح الورقات في أصول الفقه (١/ ٢٠١)، العدة في أصول الفقه (١/ ١٤٧).
(٣) ينظر: المبدع (٧/ ٤١٦)، الأشربة، لابن قتيبة (١/ ١٦٤)، الحاوي (١٣/ ٣٩٠).
(٤) هو أحمد بن جعفر بن محمد بن عبيد الله بن يزيد أبو الحسين ابن المنادي وكان ثقة أمينا ثبتا صدوقا ورعا حجة فيما يرويه محصلا لما يحكيه صنف كتبا كثيرة وجمع علومًا جمة قيل: إن مصنفاته نحوا من ٤٠٠ مصنف ولم يسمع الناس من مصنفاته إلا أقلها. مولده: لثمان عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول سنة (٢٥٦ هـ)، وقيل غير ذلك، ودفن في مقبرة الخيزران.
ينظر: طبقات الحنابلة (٢/ ٣ - ٦)، تاريخ بغداد (٤/ ٢٨٩)، سير أعلام النبلاء (١٥/ ٣٦١ - ٣٦٢).
(٥) علي بن سعادة، أبو الحسن الجهني الموصلي السراج. أحد علماء الموصل، ذكره ابن السمعاني، فقال: إمام ورع، عامل بعلمه، تفقه على أبي حفص الباغوساني إمام الجزيرة، وارتحل إلى بغداد، وسمع من أبي نصر الزينبي، وعلق "التعليقة" عن أبي حامد الغزالي. حدثنا عنه عبد الكريم بن أحمد، ومافنة بن فناخسرو الأصبهاني، وتوفي بالموصل ودفن بجنب المعافى بن عمران. توفي سنة (٥٢٩ هـ).
ينظر: تاريخ الإسلام (١١/ ٤٩٠)، طبقات الشافعية (ص ٥٧٣).
(٦) هو أحمد بن خالد أبو جعفر الخلال الفقيه الكبير، أبو جعفر البغدادي، الخلال (روى له الترمذي، والنسائي). روى عن: ابن عيينة، ومعن بن عيسى القزاز، وغيرهم، وروى عنه: أبو حاتم الرازي وأبو العباس بن الأخرم، وعبد الله بن أحمد، وغيرهم. قال أبو حاتم الرازي: كان خيرا، عدلا، ثقة، رضى، صدوقا، وقال الدارقطني: ثقة، نبيل. مات سنة (٢٤٧ هـ).
ينظر: سير أعلام النبلاء (١١/ ٥٣١)، تهذيب التهذيب (١/ ٢٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>