للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الشدة والسكر بتأخره عن وقته، ولم يعلم به ابن مسعود (١).

واحتج: بما روي عن عبد الرحمن بن أبي ليلى (٢) قال: "أشهد على البدريين من أصحاب النبي أنهم كانوا يشربون النبيذ في الجرار الخضر" (٣) (٤).

والجواب: أن هذا يدل على جواز الانتباذ في الجر، وقد بينا أن هذا جائز بعد أن كان محرما، وليس المراد به النبيذ المسكر بدليل ما ذكرنا (٥).

واحتج: بما روي عن ابن عمر، وابن عباس، وأبي ذر (٦)، وأنس (٧)، وأبي عبيدة (٨)،


(١) ينظر: المبدع (٧/ ٤١٧)، كشاف القناع (٦/ ١١٧).
(٢) هو عبد الرحمن بن أبي ليلى يسار بن بلال بن بليل، أبو عيسى. تابعي جليل، ولد في عهد عمر . روى عن: عمر، وعثمان، وعلي، وسعد ، وغيرهم. وروى عنه: ابنه عيسى، ومجاهد، وابن سيرين، والشعبي، وثابت، وآخرون من التابعين، واتفقوا على توثيقه وجلالته. أدرك ١٢٠ من أصحاب النبي كلهم من الأنصار. مات سنة (٨٣ هـ).
ينظر: الإصابة (٢/ ٤٢٠)، تهذيب الأسماء واللغات (١/ ٣٠٣).
(٣) أورده الخطيب البغدادي في المتفق والمفترق (٢/ ٨٥٤)، وابن أبي شيبة في مصنفه (٥/ ٨٤) رقم (٢٣٩٢٧) بلفظ:" كنت أشرب النبيذ في الجرار الخضر مع البدرية من صحابة محمد ".
(٤) ينظر الاختيار (٤/ ١٠١)، رد المحتار (٦/ ٤٥٣).
(٥) ينظر روضة الطالبين (٧/ ٣٣٥)، أسنى المطالب (٣/ ٣٢٥)، العزيز شرح الوجيز (٨/ ٣٤٨).
(٦) هو الصحابي الجليل أبو ذر الغفاري، اسمه: جندب بن جنادة، على الأصح، وقد اختلف في اسمه واسم أبيه، توفى سنة (٣٢ هـ).
ينظر: الاستيعاب في معرفة الأصحاب (٤/ ١٦٥٢)، الإصابة في تمييز الصحابة (٧/ ١٢٥).
(٧) هو أنس بن مالك ابن النضر الأنصاري الخزرجي خادم رسول الله عشر سنين وكان يقول: قدم رسول الله المدينة وأنا ابن عشر، ومات وأنا ابن عشرين، صحب رسول الله أتم الصحبة، ولازمه أكمل الملازمة منذ هاجر، وإلى أن مات، وغزا معه غير مرة، وبايع تحت الشجرة مات سنة ٩٣ هـ.
انظر: الطبقات الكبرى (٧/ ١٧) سير أعلام النبلاء (٣/ ٣٩٥).
(٨) هو عامر بن عبد الله بن الجراح القرشي الفهري -مشهور بكنيته أبي عبيدة وبالنسبة إلى جده (الجراح) من الصحابة المقلين في الفتيا، وأحد السابقين إلى الإسلام والعشرة المبشرين، هاجر الهجرتين وشهد بدرا وما بعدها. آخي رسول الله بينه وبين سعد بن معاذ- قال أحمد من حديث أنس: إن أهل اليمن لما قدموا على رسول الله قالوا: ابعث معنا رجلا يعلمنا السنة والإسلام، فأخذ بيد أبي عبيدة بن الجراح فقال: هذا أمين هذه الأمة. وقد دعا أبو بكر يوم توفي رسول الله في سقيفة بني ساعدة إلى البيعة لعمر أو لأبي عبيدة. ولاه عمر الشام وفتح الله عليه اليرموك والجابية. توفي سنة (١٨ هـ).
ينظر: الإصابة في تمييز الصحابة (٢/ ٢٥٢)، تهذيب التهذيب (٥/ ٧٣)، أعلام الموقعين (١/ ١٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>