كتاب التعليقة الكبيرة - أبو يعلى - من الأشربة للأيمان

وروى أبو بكر بإسناده عن ميمونة مولاة رسول الله ﷺ قالوا: يا رسول الله، أفتنا في البيت القدس قال: "ائتوه وصلوا فيه"، قالوا كيف والروم فيه. قال: "فإن لم تستطيعوا فابعثوا بزيت يسرج في قناديله" (١).

وروى ابن بطة بإسناده عن عائشة عن النبي ﷺ قال: "بئس البيت الحمام بيت لا يستر وماء لا يطهر" (٢).

وروى بإسناده عن ابن عباس عن النبي ﷺ قال: "بيوتًا يقال لها الحمامات فلا تدخلوها" (٣).

وروى بإسناده عن العباس بن عبد الرحمن بن مينا قال: "قال إبليس يا رب اجعل لي بيوتًا قال: بيوتك الحمام" (٤) ويقال في المسجد هذا بيت الله وبيت من بيوت الله وهذه بيوت الله وفي الحمام بيت الحار وبيت المسلخ وبيت خلوه"، فإذا تناوله إطلاق الاسم في الشرع والعرف وجب أن يحنث كما لو دخل غيرهما، ولأن الشافعي قد قال: إذا حلف لا سكنت بيتًا وهو حضري فسكن خيمة حنث وإن لم يكن ذلك معتادًا في حقه اعتبارًا بالاسم كذلك ههنا، ولأن الاسم الحقيقي إذا وجد فلا اعتبار بالعرف في ذلك ألا ترى أنه لو حلف لا يأكل خبزًا فأكل خبز الأرز حنث لوجود الاسم، وإن كان الحالف ممن

(١) أخرجه أبو داود في كتاب الصلاة، باب في السرج في المساجد، رقم (٤٥٧)، وابن ماجه في كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها، رقم (١٤٠٧)، وأحمد في مسنده، رقم (٢٧٦٢٦)، وأبو يعلى في مسنده (٧٠٨٨)، والطبراني في الكبير (٥٤)، والبيهقي في الكبرى (٤٣١٦)، وقال النووي في المجموع (٨/ ٢٧٨): إسناده حسن. اهـ. وقال البوصيري في الزوائد (٢/ ١٤): إسناد طريق ابن ماجة صحيح رجاله ثقات وهو أصح من طريق أبي داود؛ فإن بين زياد بن أبي سودة وميمونة: عثمان بن أبي سودة؛ كما صرح به ابن ماجة في طريقه وكما ذكره العلاء بن صلاح الدين في المراسيل.
(٢) أخرجه البيهقي في شعب الإيمان، رقم (٧٣٨٢)، وقال ابن الجوزي في العلل المتناهية (١/ ٣٤٠): هذا حديث لا يصح؛ قال يحيى القطان: لا أستحل أن أروي عن أبي جناب. وقال الفلاس: هو متروك.
(٣) سبق تخريجه قريبًا بلفظ: "بيتًا يقال له الحمام".
(٤) لم أقف عليه، وقد أخرجه بنحوه ابن أبي الدنيا في مكائد الشيطان، رقم (٤٣)، والطبراني في الكبير، رقم (٧٨٣٧)، من حديث أبي أمامة الباهلي ﵁، وقال العراقي في تخريج أحاديث الإحياء (ص: ٩١٢): إسناده ضعيف جدًّا ورواه بنحوه من حديث ابن عباس بإسناد ضعيف أيضًا. اهـ.
وقال الهيثمي في المجمع (٨/ ١١٩): فيه علي بن يزيد الألهاني وهو ضعيف.