للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وروى جماعة عن إبراهيم (١) عن علقمة (٢) قال: سألت ابن مسعود (٣) عن قول رسول الله في المسكر فقال: "هي الشربة الأخيرة" (٤)، وهكذا يقتضي ظاهر اللفظ؛ لأنك لا تقول للقمة من الطعام هذا طعام مشبع ولا للجرعة من الماء هذا شراب مروي إنما يطلق ذلك على ما يقع به الشبع (٥).

قيل: لا يصح هذا من وجوه:

أحدها: أن في حديث ديلم أنه سأله عن القدر الذي يتقوون به على أعمالهم من البرد فلم يرخص لهم، وهذا يدل على أن المراد بالمسكر هو الجنس دون القدر، وكذلك في حديث أبي موسى ومعاذ لما سأله عن المزر والبتع فلم يرخص في شيء منه وكان سؤالهم عن الجنس (٦).


(١) هو إبراهيم النخعي أبو عمران بن يزيد بن قيس الإمام، الحافظ، فقيه العراق أحد الأعلام، روى له البخاري، ومسلم، وأبو داود، الترمذي، والنسائي، وابن ماجه، روى عن: خاليه الأسود، وعبد الرحمن ابني يزيد، ومسروق، وعلقمة، وغيرهم، وروى عنه: الأعمش، ومنصور، وابن عون، وزبيد اليامي، وغيرهم، قال الأعمش: كان إبراهيم خيرا في الحديث، وقال الشعبي ما ترك أحدا أعلم منه. مات سنة (٩٦ هـ).
ينظر: سير أعلام النبلاء (٤/ ٥٢٠)، تهذيب التهذيب (١/ ١٧٨).
(٢) هو علقمة بن قيس بن عبد الله أبو شبل النخعي، روى له البخاري، ومسلم، وأبو داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه، فقيه الكوفة، وعالمها، ومقرئها، الإمام، الحافظ، المجود، المجتهد الكبير، روى عن: عمر، وعثمان، وعلي، وسعد، وابن مسعود، وغيرهم، وروى عنه: ابن أخيه عبد الرحمن بن يزيد بن قيس، وابن أخته إبراهيم بن يزيد النخعي، وإبراهيم بن سويد النخعي، وغيرهم، قال ابن المديني: لم يكن أحد من الصحابة له أصحاب حفظوا عنه، وقاموا بقوله في الفقه إلا ثلاثة: زيد بن ثابت، وابن مسعود، وابن عباس، وأعلم الناس بابن مسعود: علقمة، والأسود، وعبيدة، والحارث، وقال أحمد بن حنبل: علقمة ثقة، من أهل الخير، وكذا وثقه يحيى بن معين، وسئل عنه وعن عبيدة في عبد الله، فلم يخير. ولد في أيام الرسالة المحمدية، وعداده في المخضرمين. ومات سنة (٦٢ هـ).
ينظر: سير أعلام النبلاء (٤/ ٥٣)، تهذيب التهذيب (٧/ ٢٧٦).
(٣) هو أبو عبد الرحمن عبد الله بن مسعود بن غافل بن حبيبي الهذلي الإمام الحبر فقيه الأمة المهاجري البدري صاحب رسول الله مات سنة (٣٢ هـ).
ينظر: الاستيعاب في معرفة الأصحاب (٣/ ٩٨٧)، والإصابة في تمييز الصحابة (٤/ ٢٣٣).
(٤) أخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار (٤/ ٢٢٠)، والدار قطني في سننه رقم (٤٦٣٢)، بلفظ" هي الشربة التي أسكرتك"، وضعفه الدارقطني، فقال: ولم يسنده غير الحجاج، وقد اختلفت عنه … ، وحجاج ضعيف، وإنما هو من قول النخعي.
(٥) ينظر: الهداية (٤/ ٣٩٣)، العناية (١٠/ ٩٠)، البحر الرائق (٨/ ٢٤٧)، اللباب (٢/ ٧٦٠).
(٦) ينظر: شرح الزركشي (٦/ ٣٨٦)، المغني (٩/ ١٥٨)، الشرح الكبير (١/ ٣١٣)، الحاوي (١٣/ ٣٩٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>