كتاب التعليقة الكبيرة - أبو يعلى - من الأشربة للأيمان

قال أبو حنيفة: هي واجبة على الغني الحاضر (١).

دليلنا: ما روى أحمد فيما ذكره أبو بكر الخلال في "العلل" قال: نا محمد بن جعفر قال: نا شعبة عن مالك بن أنس عن عمر -أو عمرو - بن مسلم (٢) عن سعيد بن المسيب (٣). عن أم سلمة عن النبي ﷺ قال: "من أراد أن ينحر في إهلال ذي الحجّة فلا يأخُذ من شعره وأظفاره" (٤).

وروى أحمد قال: نا سفيان (٥) عن عبد الرحمن بن حميد (٦) سمع سعيد بن المسيّب عن أم سلمة عن النبي ﷺ: "إذا دخلت العشرُ فأراد رجُل أن يُضحي فلا يمسّ من شعره ولا من بشره" (٧).

فوجه الدلالة: أنّه علّق الأضحية بالإرادة وما كان يجب بالشرع لا يُعلّقُ بالإرادة، بل يجبُ عليه أراده أو لم يُردهُ (٨).

(١) ينظر: المبسوط، للسرخسي (١٢/ ١٣)، البحر الرائق (١٩٧٨)، تبيين الحقائق (١٢/ ١٣).
(٢) هو عمرو بن مسلم بن عمارة بن أكيمة الليثي الجندعي المدني (روى له مسلم وأبو داود والترمذي، والنسائي وابن ماجه). روى عن سعيد بن المسيب، وأم سلمة ﵂، وروى عنه سعيد بن أبي هلال، وعبد الرحمن بن سعد بن عمار المؤذن، ومالك بن أنس وغيرهم. قال يحيي بن معين: ثقة، وفي رواية أخرى: لا بأس به.
ينظر: تهذيب الكمال (٢٢/ ٢٤٠، ٢٤١)، وتهذيب التهذيب (٨/ ١٠٤).
(٣) سبقت ترجمته (١/ ٣٥٥).
(٤) أخرجه أحمد في مسنده من حديث أم سلمة ﵂ رقم (٢٦٦٥٤)، وينظر: شرح الزركشي على مختصر الخرقي (٧/ ٨).
(٥) سبقت ترجمته (٧٣١).
(٦) هو عبد الرحمن بن حميد الزهري ابن صاحب النبي ﷺ عبد الرحمن بن عوف الزهري، المدني، الفقيه (روى له البخاري، ومسلم، وأبو داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه). روى عن أبيه، وسعيد بن المسيب، والسائب بن يزيد وغيرهم، وروى عنه: صالح بن كيسان وسليمان بن بلال، وحاتم بن إسماعيل.
قال أبو حاتم، وأبو داود وابن سعد، والعجلي، والنسائي: ثقة، وقال ابن معين: ليس به بأس. مات سنة (١٣٧ هـ).
ينظر: سير أعلام النبلاء (٦/ ٢٠٤)، تهذيب الكمال، (٧١/ ١٧، ٧٢)، تهذيب التهذيب (٦/ ١٦٤، ١٦٥).
(٧) أخرجه مسلم من حديث أم سلمة ﵂ كتاب (الأضاحي)، باب (نهي من دخل عليه عشر ذي الحجة وهو مريد التضحية أن يأخذ من شهره أو أظفاره شيئا) رقم (١٩٧٧)، وأحمد في مسنده رقم (٢٦٤٧٤) واللفظ له.
(٨) ينظر: المغني (١٣/ ٣٦١)، الحاوي الكبير (١٥/ ٧٢).