كتاب التعليقة الكبيرة - أبو يعلى - من الأشربة للأيمان

منه ما يحرم وهو الخنزير والكلب يجب أن يكون ما ينتفع بظهره ينقسم منه ما يحرم وليس إلا هذا (١).

واحتج المخالف: بقوله تعالى: ﴿قُلْ لَا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا﴾ [الأنعام: ١٤٥] (٢). والجواب عنه: ما تقدم (٣).

واحتج: بما روى غالب بن أبجر (٤) قال: أصابتنا سنة (٥) فلم يكن في مالي شيء أطعم أهلي إلا شيء من حمر وقد كان رسول الله ﷺ حرم لحوم الحمر الأهلية، فأتيت رسول الله ﷺ فقلت: يا رسول الله، أصابتنا السنة ولم يكن في مالي ما أطعم، وإنك حرمت لحوم الحمر الأهلية، فقال: "أطعم أهلك من سمين حمرك فإنما حرمتها من أجل جوال (٦) القرية" (٧).

(١) ينظر: الهداية على مذهب الإمام أحمد (ص ٥٥٤)، المغني (٩/ ٤٠٧)، شرح الزركشي (٣/ ٢٦٢).
(٢) ينظر: المعونة على مذهب عالم المدينة (ص ٧٠٢)، الكافي في فقه أهل المدينة (١/ ٤٣٦)، بداية المجتهد (٣/ ٢١).
(٣) ينظر: المغني (٩/ ٤٠٧)، شرح الزركشي (٣/ ٢٦٢).
(٤) هو غالب بن أبجر، يقال: ابن ذيخ، ويقال ابن ذريح المزني، عداده في من نزل الكوفة من الصحابة، له حديثان، روى عنه: خالد بن سعد، وعبد الله، ويقال: عبد الرحمن بن معقل بن مقرن المزني، له ذكر في كتاب الطب من "صحيح البخاري" في حديث ابن أبي عتيق عن عائشة في الحبة السوداء، وروى له أبو داود حديث الحمر. ينظر: تهذيب الكمال في أسماء الرجال (٢٣/ ٨٢، ٨٣)، الإصابة في تمييز الصحابة (٥/ ٢٤١، ٢٤٢).
(٥) سنة: أي شدة وحاجة. ينظر: المغني (٩/ ٤٠٧)، شرح الزركشي (٣/ ٢٦٢)، النهاية في غريب الحديث والأثر (١/ ١٠٤٤)، سبل السلام (١/ ٣٦).
(٦) جوال: بتشديد اللام يعني: التي تجول في القرية، تذهب وتجيء تأكل العذرة من الحيوان، وأصل الجلة البعر، فاستعير لغيره. ينظر: غريب الحديث، لابن قتيبة (١/ ٢٧٦)، مشارق الأنوار على صحاح الآثار (١/ ١٤٩).
(٧) أخرجه أبو داود في كتاب الأطعمة، باب في أكل لحوم الحمر الأهلية رقم (٣٨٠٩)، والبيهقي في الكبرى رقم (١٩٤٧١). قال البيهقي في الكبرى (٩/ ٥٥٧): هذا حديث مختلف في إسناده، رواه شعبة في إحدى الروايتين عنه عن عبيد، عن عبد الرحمن بن معقل، عن عبد الرحمن بن بشر، عن ناس من مزينة أن أبجر أو ابن أبجر سأل النبي ﷺ، وفي رواية أخرى عنه عن عبيد الله، عن عبد الله بن معقل، عن عبد الله بن بشر، وروي عن مسعر، عن عبيد، عن ابن معقل، عن رجلين من مزينة أحدهما عن الآخر، عن عبد الله بن عامر بن لؤي وغالب بن أبجر، قال مسعر: وأرى غالب بن أبجر الذي سأل النبي ﷺ. =