كتاب التعليقة الكبيرة - أبو يعلى - من الأشربة للأيمان

أعني: المشتد - من الأشربة المسكرة (١).

والجواب: أن أحمد روى هذا الحديث عن هشيم (٢) نا ابن شبرمة (٣). عن عبد الله بن شداد (٤) قال لي (٥): إن ابن شبرمة لم يسمع من عبد الله بن شداد شيئًا (٦)، وهذا يدل على أنه مرسل، وإذا كان مرسلًا لم يعارض قول الجماعة الذين روينا عنهم بالإسناد المتصل (٧).

وجواب آخر، وهو أن أحمد روى في الأشربة عن [محبوب] (٨) (٩)

= أنه قال: "حرمت الخمر قليلها وكثيرها، والسكر من كل شراب"، قال النسائي: وابن شبرمة لم يسمعه من ابن شداد، ثم أخرجه عن هشيم عن ابن شبرمة، حدثني الثقة عن ابن شداد عن ابن عباس، قال: "حرمت الخمر بعينها، قليلها وكثيرها، والسكر من كل شراب"، وقال: هشيم بن بشير كان يدلس، وليس في حديثه ذكر السماع من ابن شبرمة، ثم أخرجه عن أبي عون عن ابن شداد عن ابن عباس، قال: "حرمت الخمر بعينها، قليلها وكثيرها، والمسكر من كل شراب"، وفي لفظ: "وما أسكر من كل شراب"، وقال هذا أولى بالصواب من حديث ابن شبرمة.
(١) تحفة الفقهاء (٣/ ٣٢٦)، بدائع الصنائع (٥/ ١١٣)، الاختيار (٤/ ٩٨).
(٢) هو هشيم بن بشير السلمي الواسطي، أبو معاوية، ولد سنة: ١٠٤ هـ، وهو من الثقات المشهود لهم، وقد ذكره ابن حبان في الثقات، وسئل أبو زرعة عن جرير وهشيم فقال: "هشيم أحفظ"، توفي سنة (١٨٣ هـ) ببغداد.
ينظر الجرح والتعديل (٩/ ١١٦)، تهذيب التهذيب (١١/ ٦٤).
(٣) هو عبد الله بن شبرمة بن حسان بن حسان الضبي، أبو شبرمة الكوفي، ولد سنة (٢ هـ)، كان قاضيا فقيها، وثقه الإمام أحمد، وأبو حاتم، والنسائي، وغيرهم، توفي سنة (١٤٤ هـ).
ينظر: الجرح والتعديل (٥/ ٨٢)، تهذيب التهذيب (٥/ ٢٥١).
(٤) هو عبد الله بن شداد بن الهاد الليثي المدني، أبو الوليد، من كبار التابعين الثقات، وثقه أبو زرعة، والنسائي، وابن حجر، وغيرهم، وقال صاحب السير: "لا نزاع في ثقته"، توفي سنة (٨٢ هـ).
ينظر: الجرح والتعديل (٥/ ٨٠)، تهذيب التهذيب (٥/ ٢٥١)، سير أعلام النبلاء (٣/ ٤٨٨).
(٥) المتحدث هنا هو عبد الله بن أحمد بن حنبل يروي هذا القول عن أبيه.
(٦) ينظر العلل ومعرفة الرجال، للإمام أحمد رواية ابنه عبد الله (١/ ٣٧٦)، وكذلك قال النسائي في سننه الكبرى (٥/ ١٠٧).
(٧) المغني (٩/ ١٦٠)، المبدع (٧/ ٤١٦)، الحاوي (١٣/ ٤٠٢).
(٨) في الأصل (محمود)، وما أثبته في الأشربة (ص ٦٣).
(٩) هو محبوب بن الحسن بن هلال بن أبي زينب القرشي، وقيل: اسمه محمد، روى عنه الإمام أحمد وقال فيه: "ما أراه إلا كان صدوقا"، وقال يحيى بن معين: "ليس به بأس"، وقال أبو حاتم: "ليس بقوى"، وقال النسائي: ضعيف، وذكره ابن حبان في الثقات، توفي ما بين سنة (٢٠١ هـ، ٢١٠ هـ).
ينظر: الجرح والتعديل (٨/ ٣٨٩)، الثقات (٧/ ٥٢٩)، سؤالات أبي داود للإمام أحمد بن حنبل في جرح الرواة وتعديلهم (ص ٣٤٤)، ميزان الاعتدال (٣/ ٤٤٢).