للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وروى أيضًا في الأشربة: نا ابن إدريس (١) قال: سمعت مختار بن فلفل (٢) [قال] (٣) قال أنس: "الخمر من العنب، والتمر، والعسل، والحنطة، والشعير، والذرة، وما خمرت فهو [الخمر] (٤) " (٥)، وهذا كله يدل على عموم الاسم (٦).

ويدل عليه أيضًا: ما روى أبو إسحاق الزجاج (٧) في كتابه: الخمر في اللغة ما ستر على العقل، ويقال: لكل ما ستر الإنسان خمر، ويقال: دخل فلان في خمار الناس. أي: في [الكثير] (٨) الذي يستتر فيهم، وخمار المرأة قناعها، وإنما قيل له: خمار؛ لأنه يغطي، والخمرة التي يسجد عليها؛ إنما سميت بذلك لأنها تستر الوجه عن الأرض، وقيل: للعجين قد اختمر؛ [لأن] (٩) فطرته قد غطاها الاختمار (١٠).


(١) هو عبد الله بن إدريس بن يزيد بن عبد الرحمن الأودى الزعافرى، أبو محمد الكوفى من الوسطى من أتباع التابعين، روى له البخاري - مسلم - أبو داود - الترمذي - النسائي - ابن ماجه، قال ابن حجر: ثقة فقيه عابد. قال الذهبي: أحد الأعلام. توفي سنة (١٩٢ هـ).
ينظر: التاريخ الكبير (٥/ ٤٧)، سير أعلام النبلاء (٩/ ٤٢).
(٢) هو مختار بن فلفل من موالى عمرو بن حريث، كوفى، روى عن أنس، وعمر بن عبد العزيز، وغيرهما، وروى عنه: سفيان الثوري، وغيره، وكان ثقة فاضلا، وثقه يحيى بن معين، والإمام أحمد، وابن أبي حاتم.
ينظر: الجرح والتعديل (٨/ ٣١٠)، تهذيب التهذيب (١٠/ ٦٩).
(٣) بدونها في الأصل، والمثبت من الأشربة (ص ٧١) رقم (١٩١).
(٤) في الأصل (خمر)، والمثبت من الأشربة.
(٥) أخرجه أحمد في الأشربة وفيه زيادة: (من ذلك) رقم (١٩١)، وأخرجه النسائي في كتاب الأشربة، باب المزفتة رقم (٥٦٤٢) وأبو يعلى في مسنده رقم (٣٩٥٤)، (٣٩٦٦) من طريق عبد الله بن إدريس بهذا الإسناد. واقتصر النسائي وأبو يعلى في الموضع الأول على الفقرة الأولى منه، ورواية النسائي أخصر، وقال البوصيري في إتحاف الخيرة (٤/ ٣٥٠): في الصحيح طرف منه، وله شاهد من حديث عمر بن الخطاب رواه النسائي.
(٦) ينظر: المغني (٩/ ١٦٠)، العدة شرح العمدة (١/ ٦٠١)، الإنصاف (١٠/ ٢٢٨).
(٧) هو إبراهيم بن السري بن سهل، أبو إسحاق الزجاج، ولد ببغداد سنة (٢٤١ هـ)، سمي بالزجاج؛ لأنه كان في فتوته يخرط الزجاج، ثم تعلم النحو على يد المبرد فأصبح عالما بالنحو واللغة، وله مصنفات منها: معاني القرآن وتفسير أسماء الله الحسنى، توفي سنة (٣١١ هـ).
ينظر: تاريخ بغداد (٦/ ٦١٣)، سير أعلام النبلاء (١٥/ ٤٧٥).
(٨) في الأصل (الكثر)، والمثبت من معاني القرآن للزجاج (١/ ٢٩١).
(٩) في الأصل بدونها، ولا يستقيم المعنى إلا بها، وهي مثبتة في معاني القرآن.
(١٠) ينظر: معاني القرآن، وإعرابه، للزجاج (١/ ٢٩١).

<<  <  ج: ص:  >  >>