للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فوجه الدلالة: أن النبي أباح أكله على الإطلاق، ولم يشترط فيه أن يتبع أثره، وإجازة الأكل منه بعد البيتوتة (١) (٢).

فإن قيل: روى ابن المنذر (٣) فيه زيادة وهو أنه قال: "إذا وجدت سهمك فيه ولم تجد به أثر سبع وعلمت أن سهمك قتله فكل" (٤) فرده إلى علمه وها هنا لا يعلم.

قيل: الخبر الذي رويناه عن أبي ثعلبة وعدي فليس فيه: "وعلمت أن سهمك قتله"، وإنما اعتبر أن لا تجد غير سهمه، وعلى هذا يجب أن يحمل قوله: "وعلمت أن سهمك قتله" بمعنى: لم تجد سهما غير سهمك؛ لأنه معلوم أنه بالغيب لا يعلم ما يكون منه، فكيف يظن بالنبي أنه شرط ذلك عليه.

وأيضًا روى الأثرم بإسناده عن نافع (٥) عن ابن عمر قال: إذا رمى ثم وجد سهمه من الغد فليأكله (٦).

وروى أيضًا بإسناده عن زيد بن وهب (٧) قال: جاء رجل إلى


(١) البيتوتة: دخولك في الليل، تقول: بت أصنع كذا وكذا، قال ومن قال: بات فلان إذا نام فقد أخطأ، ألا ترى أنك تقول: بت أراعي النجوم، معناه بت انظر إليها فكيف نام وهو ينظر إليها؟ ويقال: أباتك الله إبانة وبات بيتوتة صالحة وأتاهم الأمر بياتا، أي أتاهم في جوف الليل.
ينظر: تهذيب اللغة (١٤/ ٢٣٧)، لسان العرب (٢/ ١٦). تاج العروس (٤/ ٤٦٢).
(٢) ينظر: الشرح الكبير (١١/ ١٧ - ١٨) شرح الزركشي (٦/ ٢٢ - ٢٢٣).
(٣) سبقت ترجمته (١/ ١٣٧).
(٤) أخرجه الترمذي في أبواب الصيد، باب ما جاء في الرجل يرمي الصيد فيغيب عنه، رقم (١٤٦٨)، والنسائي في كتاب الصيد والذبائح، باب الذي يرمي الصيد فيغيب عنه، رقم (٤٣٠٠)، والبيهقي في الكبرى (٩/ ٤٦)، وقال أبو عيسى: حسن صحيح.
(٥) سبقت ترجمته (١/ ٨٠).
(٦) أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه رقم (١٩٦٨٣) عن عبد الله بن عمر موقوفًا، قال: نا يحيى بن سعيد، عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر. ورجال السند كلهم ثقات.
ينظر الجرح والتعديل (٨/ ٤٥٢)، الثقات (٧/ ٦١٢)، أعلام النبلاء (٧/ ٥٧٩ - ٥٨٥)، (٣/ ٢٠٣ - ٢٠٥)، تهذيب التهذيب (١٠/ ٤١٤).
(٧) هو زيد بن وهب، أبو سليمان، الجهني. كان في عهد النبي مسلما ولم يره، ورحل إليه في طائفة من قومه، فبلغته وفاته في الطريق، وهو معدود في كبار التابعين بالكوفة. روى عن: عمر، وعثمان، وعلي، وأبي ذر، وابن مسعود، وأبي الدرداء، وغيرهم ، وروى عنه: أبو إسحاق السبيعي، والحكم بن عتيبة، وحماد بن أبي سليمان، وعدي بن ثابت وغيرهم. قال ابن سعد، والعجلي وابن معين: ثقة، وذكره ابن حبان في الثقات.
ينظر: الاستيعاب (٢/ ٥٥٩)، أسد الغابة (٢/ ٣٧٧)، الإصابة (٢/ ٥٣٤)، وتهذيب التهذيب (٣/ ٤٢٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>