كتاب التعليقة الكبيرة - أبو يعلى - من الأشربة للأيمان

أعشر قومي؟ قال: "إنما العشور على اليهود والنصارى" (١).

وروى بإسناده عن حرب بن عبيد الله (٢) عن جده أبي أمه عن أبيه قال: قال رسول الله ﷺ: "إنما العشور على اليهود والنصارى، وليس على المسلمين عشور". فقد أثبت أن عليهم [عشورا] (٣)، وعند الشافعي: لا عشر عليهم (٤).

وروى أحمد فيما ذكره أبو بكر: نا سفيان (٥)، نا هشام (٦)، عن أنس بن سيرين (٧) قال: بعثني أنس بن مالك (٨) على العشور، فقلت: تبعثني على العشور من بين عمالك؟ قال: أما ترضى أن أجعلك على ما جعلني عليه عمر بن الخطاب ﵁ أمرني أن آخذ من المسلمين ربع العشر ومن أهل الذمة نصف العشر وممن لا ذمة له العشر (٩)،

(١) أخرجه أبو داود في كتاب الخراج والإمارة والفيء، باب في تعشير أهل الذمة إذا اختلفوا بالتجارات، رقم (٣٠٤٨)، والترمذي في أبواب الزكاة باب ما جاء ليس على المسلمين جزية (٦٣٤) وأحمد في "مسنده" رقم (١٥٨٩٥) والبيهقي في كتاب الجزية باب الذمي يسلم فيرفع عنه الجزية ولا يعشر ماله إذا اختلف بالتجارة (١٨٧٠٣) وقال الألباني: ضعيف.
(٢) هو حرب بن عبيد الله كوفي، يروي عن خال له عن النبي ﷺ، قاله ابن حبان في كتاب الثقات، وزعم المزي أن حماد بن سلمة قال: عن عطاء عن حرب عن رجل من أخواله. قال البخاري: "ولا يتابع عليه". كذا هو عند المزي، وفي التاريخ المذكور مما لم يذكره المزي عن أبي الأحوص عن عطاء عن حرب عن جده أبي أمه عن أمه.
ينظر: التاريخ الكبير (٣/ ٦٠)، تهذيب الكمال (٥/ ٥٢٨)، إكمال تهذيب الكمال (٤/ ٢٥).
(٣) في الأصل (عشور)، والصواب المثبت لوقوعه اسما لـ (أن).
(٤) ينظر: البيان للعمراني (٣/ ٢٦٤)، كفاية النبيه (١٧/ ١٤٢).
(٥) سبقت ترجمته (١/ ٧٣).
(٦) هو هشام بن حسان أبو عبد الله القردوسي، الإمام العالم، الحافظ، محدث البصرة، أبو عبد الله الأزدي، الفردوسي، البصري، ويقال: هو من العتيك، ونزل في القراديس. وقيل: هو من مواليهم، وهو أشبه. فلم يسم له جد مع شهرة هشام ونبله. حدث عن: الحسن، وابن سيرين، وأخته حفصة بنت سيرين، وأبي مجلز، وعكرمة، وعطاء بن أبي رباح، وأنس بن سيرين، وغيرهم. قال عند ابن حجر: "ثقة، من أثبت الناس في ابن سيرين، وفي روايته عن الحسن وعطاء مقال؛ لأنه قيل: كان يرسل عنهما. مات سنة (١٤٧ هـ) أو (١٤٨ هـ).
ينظر: سير أعلام النبلاء (٦/ ٣٥٥)، تهذيب التهذيب (١١/ ٣٤ - ٣٧)، شذرات الذهب (١/ ٢١٩).
(٧) هو أنس بن سيرين الأنصاري، أبو موسى، وقيل: أبو عبد الله، وقيل: أبو حمزة البصري، مولى أنس بن مالك أخو محمد وحفصة. الثقة المشهور. توفى سنة (١١٨ هـ) وقيل: (١٢٠ هـ).
ينظر: تهذيب التهذيب، لابن حجر (١/ ٣٢٨)، التاريخ الكبير للبخاري (٢/ ٣٢). (١/ ٣٧٤)، شذرات الذهب (١/ ١٥٧).
(٨) سبقت ترجمته (١/ ٧٥).
(٩) أخرجه البيهقي في الكبرى كتاب الجزية، باب ما يؤخذ من الذمي إذا اتجر في غير بلده، والحربي إذا دخل =