كتاب التعليقة الكبيرة - أبو يعلى - من الأشربة للأيمان

وأيضا حديث عبد الرحمن بن عوف عن النبي ﷺ أنه قال: "سنوا بهم سنة أهل الكتاب". لأنه يصير كأنه قال: سنوا بأهل الكتاب سنة أهل الكتاب، وهذا لا يجوز.

وقال عمر: ما أصنع بالطائفة الذين ليسوا من أهل الكتاب؟ فشهد له عبد الرحمن بن عوف أن النبي ﷺ قال: "سنوا بهم سنة أهل الكتاب".

وأيضًا فإنه لا تؤكل ذبائحهم، ولا يجوز مناكحتهم وجب أن لا يكونوا من أهل كتاب كعبدة الأوثان فإن نازعوا الوصف؛ فالدلالة عليه ما روى أبو عبيد في الأموال بإسناده عن الحسن بن محمد (١) قال: "كتب رسول الله ﷺ إلى مجوس هجر يدعوهم إلى الإسلام؛ فمن أسلم قبل منه، ومن لا ضربت عليه الجزية في ألا تؤكل له ذبيحة، ولا تنكح له امرأة" (٢). وهذا نص (٣).

وقال إبراهيم الحربي (٤): بلغنا عن بضع عشرة نفسا من أصحاب النبي ﷺ أن

(١) هو الحسن بن محمد بن علي بن أبي طالب أبو محمد المدني المعروف أبوه بابن الحنفية، أمه جمال بنت قيس بن مخرمة بن المطلب بن عبد مناف بن قصي، وكان يكنى أبا محمد وكان من ظرفاء بني هاشم وأهل العقل منهم. وكان يقدم على أخيه أبي هاشم في الفضل والهيئة. وهو أول من تكلم في الإرجاء. توفي في خلافة عمر بن عبد العزيز ولم يكن له عقب.
ينظر: الطبقات الكبرى (٥/ ٢٥٢)، تاريخ دمشق لابن عساكر (١٣/ ٣٧٣).
(٢) أخرجه أبو عبيد عن طريق إياس بن معاوية بن قرة في الأموال (١/ ٣٩) رقم (٧٦)، والبيهقي في السنن الكبرى (٩/ ٣٢٣) رقم (١٨٦٦٣)، وقال: هذا مرسل، وإجماع أكثر المسلمين عليه يؤكده، وقال ابن حجر: هو مرسل، وفي إسناده قيس بن الربيع، وهو ضعيف.
ينظر: التلخيص الحبير (٣/ ٣٧٥)، وقال أيضا: مرسل جيد الإسناد من طريق محمد بن الحنفية. ينظر: الدراية في تخريج أحاديث الهداية (٢/ ٢٠٥).
(٣) ينظر: الكافي في فقه الإمام أحمد (٤/ ١٧٠)، المغني (٩/ ٣٣٠).
(٤) هو الشيخ، الإمام الحافظ، العلامة، شيخ الإسلام، أبو إسحاق، إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم بن بشير، البغدادي، الحربي، طلب العلم وهو حدث، فسمع من: هوذة بن خليفة، وهو أكبر شيخ لقيه، وعفان بن مسلم، وأبي نعيم، وعمرو بن مرزوق، وغيرهم كثير، حدث عنه خلق كثير، منهم: أبو محمد بن صاعد، وأبو عمر بن السماك، وأبو بكر النجاد، وأبو بكر الشافعي، وعمر بن جعفر الختلي، وأبو بكر أحمد بن جعفر القطيعي، وعبد الرحمن بن العباس والد المخلص، وسليمان بن إسحاق الجلاب وغيرهم كثير، صنف كتبا كثيرة، منها: "غريب الحديث"، "الأدب"، "التيمم"، "المغازي"، "مناسك الحج".
مات ببغداد لتسع ليال بقين من ذي الحجة سنة (٢٨٥ هـ).
ينظر: فوات الوفيات (١/ ١٤، ١٥)، طبقات الشافعية (٢/ ٢٥٦)، الوافي بالوفيات (٥/ ٢١١)، سير أعلام النبلاء (١٣/ ٣٥٦).