للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يبين صحة هذا: أن المسابقة جعلت للتحريض على القتال، وقد روى عقبة بن عامر (١) سمعت رسول الله وهو على المنبر يقول: "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ألا إن القوة الرمي" (٢) وكل ما كان للهجين مدخل فيه كان للبعير مدخل فيه؛ كالمسابقة (٣).

فإن قيل: لا تأثير لهذا؛ لأن الآدمي يستحق السهم ولا يجوز المسابقة عليه والسهم لا يسهم له ويجوز المسابقة به (٤).

قيل: له تأثير في البغل والحمار لما لم يجز المسابقة عليهما لم يكن لهما مدخل في السهم وعلى أنه لا يمتنع أن تكون المسابقة علة وأن تعلق الحكم بغيرها كالطعم علة في الربا وإن كان الربا يتعلق بعين وهو الأثمان على أنه لا يمتنع أن أن لا يسهم للسهم ويسهم للبعير كما يسهم للسهم وأسهم للفرس وكان المعنى فيه لا يحتاج إلى مؤنة ويحتاج الفرس إلى مؤنة كذلك البعير (٥).

واحتج المخالف: بأن النبي لم يسهم للبعير مع حضوره القتال فذكر الواقدي في أول المغازي غزاة بدر وأن النبي خرج وخرج المسلمون بثلاثمائة وخمسة وثمانية تخلفوا ضرب لهم سهامهم وكانت الإبل سبعين بعيرًا كانوا يتعاقبون الإبل الاثنين والثلاثة والأربعة وذكر بعد ذلك وكان معهم فرسان فرس لمرثد بن أبي مرثد وفرس للمقداد (٦)


(١) هو عقبة بن عامر بن نابئ بن زيد بن حرام بن كعب، شهد العقبة الأولى، ويجعل في الستة النفر الذين أسلموا بمكة أول الأنصار، وشهد بدرا والمشاهد، توفي سنة ١٢ هـ.
ينظر: أسد الغابة في معرفة الصحابة، (٤/ ٥٢)، الطبقات الكبرى، (٣/ ٤٢٨).
(٢) أخرجه مسلم في كتاب الإمارة، باب فضل الرمي والحث عليه، وذم من علمه ثم نسيه، رقم (١٩١٧).
(٣) ينظر: شرح الزركشي على مختصر الخرقي (٦/ ٤٩٣)، المبدع (٣/ ٣٣٣)، الإنصاف (٤/ ١٧٥).
(٤) ينظر: الاختيار (١/ ٤٧)، حاشية ابن عابدين (٤/ ١٤٨)، التاج والإكليل (٣/ ٣٧١)، الذخيرة (٣/ ٤٢٦)، الحاوي (١٤/ ١٦٢)، الشرح الكبير (١٠/ ٥١٥)، المغني (١٠/ ٤٣٨)، شرح الزركشي (١٨٩/ ٣).
(٥) ينظر: شرح الزركشي على مختصر الخرقي (٦/ ٤٩٣)، المبدع (٣/ ٣٣٣)، الإنصاف (٤/ ١٧٥).
(٦) المقداد بن عمرو بن ثعلبة بن مالك بن ربيعة بن ثمامة بن مطرود بن عمرو بن سعد بن دهير بن لؤي بن ثعلبة بن مالك بن الشريد بن أبي أهون بن فائش بن دريم بن القين بن أهود بن بهراء بن عمرو بن الحاف بن قضاعة ويكنى أبا معبد، كَانَ من الفضلاء النجباء الكبار الخيار من أصحاب النبي ، وأحد السابقين الأولين، توفي سنة ٣٣ هـ.
ينظر: الطبقات الكبرى، (٣/ ١١٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>