للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أنه قال: حتى تضع الحرب أوزارها حتى يسلم كل من على وجه الأرض فلا يبقى عليها إلا موحد (١)، وروي حتى ينزل عيسى فيملأها عدلًا كما ملئت جورًا (٢) وإذا كان كذلك فالغاية لم توجد.

وأيضًا ما روى أبو إسحاق الفزاري في السير بإسناده عن محمد بن إسحاق (٣) عمن حدثه قال: كان أبو عزة عبد الجمحي أسر يوم بدر فقال للنبي : يا محمد إنه ذو بنات وحاجة وليس بمكة أحد يفديني وقد عرفت حاجتي، فحقن رسول الله دمه وأطلقه وخلى سبيله وعاهده لا يعين عليه بيد ولا لسانٍ، فامتدح النبي حين عفا عنه، فلما اجتمعت قريش لحرب النبي بأحد كلمه صفوان بن أمية الجمحي وكان أحد رهطه وابن عمه، فقال: يا أبا عزة إنك امرؤ شاعر فأعنا بلسانك فقال: يا صفوان إن محمدًا حقن دمي وردني إلى أهلي وقد أعطيته موثقًا لا أعين عليه بيد ولا لسان، فلم يزل به حتى أطاعه فخرج مع قريش وأُسِرَ أبو عزة يوم أحد، فلما أتي به النبي قال: انعم علي وخل سبيلي، فقال رسول الله : "لا يتحدث أهل مكة أنك لعبت بمحمد مرتين" فأمر بقتله (٤).

وروى أبو إسحاق بإسناده عن عطاء (٥) قال: أتي رسول الله بأسير يقال له أبو ثمامة وكان سيد أهل اليمامة فقال له رسول الله : "أقتلك أو أعتقك أو أفاديك أو تسلم؟ " فقال: إن تقتل تقتل عظيمًا، وإن تعتق تعتق عظيمًا، وإن تفادي تفادي عظيمًا، وإما أن أسلم قسرًا فوالله لا أفعل، قال: "فإني قد أعتقتك" قال: فإني أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أنك رسول الله (٦).


(١) لم أجد تفسير ابن عباس .
(٢) أخرجه البيهقي في جماع أبواب السير، باب إظهار دين النبي على الأديان، رقم (١٨٦١٢)، والطبري في التفسير (٢٢/ ١٥٧) من قول مجاهد قال: في قوله ﷿: ﴿حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا﴾ محمد: ٤] يعني: حتى ينزل عيسى بن مريم فيسلم كل يهودي وكل نصراني وكل صاحب ملة، وتأمن الشاة الذئب، ولا تقرض فأرة جرابا، وتذهب العداوة من الأشياء كلها، وذلك ظهور الإسلام على الدين كله.
(٣) سبقت ترجمته ص ٣٥٨.
(٤) أخرجه البيهقي في جماع أبواب تفريق القسم، باب ما جاء في من الإمام على من رأى من الرجال البالغين من أهل الحرب قال الله تعالى: ﴿فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً﴾ [محمد: ٤]، رقم (١٢٨٤١) من طريق محمد بن إسحاق.
(٥) سبقت ترجمته ص ٩٤.
(٦) لم أقف عليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>