للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: سمعت رسول الله يقول: "لا تغزى قريش بعد هذا اليوم إلى يوم القيامة" (١) يعني على الكفر. وقد احتج من وافقنا في هذه المسألة بما لم يقع إلي طريقه وهو ما روى الربيع بن أنس (٢) عن أبي العالية (٣) عن أبي بن كعب (٤) قال: لما كان يوم أحد قتل من الأنصار أربعة وستون ومن المهاجرين ومثل بهم، فقال رسول الله : "لئن كان لنا مثل هذا لترهبن عليهم" فلما كان يوم فتح مكة دخلها رسول عنوة، فقال رجل لا يعرف لا قريش بعد اليوم فقال رسول الله : الأسود والأبيض آمن إلا مقبس بن ضبابة وابن خطلٍ وقيس، قال: فأنزل الله تعالى: ﴿وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ (١٢٦)[النحل: ١٢٦] فقال النبي : نصبر، ولا نعاقب (٥).


(١) أخرجه الترمذي في أبواب السير، باب ما جاء ما قال النبي يوم فتح مكة: إن هذه لا تغزى بعد اليوم، رقم (١٦١١)، وأحمد (٢٤/ ١٣٠) (١٥٤٠٤)، (١٩٠٢٠)، والواقدي في المغازي (٢/ ٨٦٢).
وقال الترمذي عقبه: وهذا حديث حسن صحيح، وهو حديث زكريا بن أبي زائدة، عن الشعبي، ولا نعرفه إلا من حديثه. اهـ.
(٢) هو الربيع بن أنس البكري، ويقال الحنفي، البصري ثم الخراساني (روى له أبو داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه). روى عن: أنس بن مالك، والحسن البصري، ورفيع أبي العالية الرياحي، وغيرهم، وروى عنه: الحسين بن واقد المروزي، وسفيان الثوري، وسليمان بن عامر البرزي. قال أبو حاتم: صدوق، وقال الإمام الذهبي: عالم مرو في زمانه. توفي سنة (١٣٩ هـ).
ينظر تهذيب الكمال (٩/ ٦٠، ٦١)، سير أعلام النبلاء (٦/ ١٧٠).
(٣) هو أبو العالية رفيع بن مهران الرياحي البصري الإمام، المقرئ، الحافظ، المفسر، أبو العالية الرياحي، البصري، أحد الأعلام (روى له البخاري، ومسلم، وأبو داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه). أدرك زمان النبي وهو شاب، وأسلم في خلافة أبي بكر الصديق، ودخل عليه. روى عن: أبي بن كعب، وأنس بن مالك، وثوبان مولى رسول الله ، وغيرهم، وورى عنه: بكر بن عبد الله المزني، وثابت البناني، وجعفر بن ميمون. قال ابن معين، وأبو زرعة، وأبو حاتم: ثقة، وقال أبو القاسم اللالكائي: ثقة مجمع على ثقته.
ينظر: سير أعلام النبلاء (٤/ ٢٠٧)، تهذيب التهذيب (٣/ ٢٨٤)، تهذيب الكمال (٩/ ٢١٤، ٢١٦).
(٤) هو أبي بن كعب بن قيس بن عبيد الأنصاري بن زيد بن معاوية بن عمرو بن مالك بن النجار سيد القراء، أبو منذر الأنصاري، النجاري، المدني، المقرئ، البدري، شهد العقبة، وبدرًا، وجمع القرآن في حياة النبي وعرض على النبي وحفظ عنه علما مباركا، وكان رأسا في العلم والعمل ، قال عمر بن الخطاب : سيد المسلمين أبي بن كعب. مات سنة (١٩ هـ)، وقيل غير ذلك.
ينظر: سير أعلام النبلاء (١/ ٣٨٩، ٣٩٠)، تهذيب التهذيب (١/ ١٨٧)، تهذيب الكمال (٢/ ٢٦٢).
(٥) أخرجه الترمذي في أبواب تفسير القرآن، من سورة النحل، رقم (٣١٢٩)، وأحمد (٢١٢٢٩)، (٢١٢٣٠)، وابن حبان في كتاب البر والإحسان، باب العفو، ذكر الإخبار عما يجب على المرء من استعمال العفو، وترك =

<<  <  ج: ص:  >  >>