للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإن قيل: يحتمل أن يكونا من بني بكر فلم يدخلا تحت الأمان، ويحتمل أن يكونا حاملين للسلاح فلم يكن لهما شرط الأمان؛ لأن شرط الأمان كان بإلقاء السلاح فأراد علي قتلهما لذلك (١).

قيل: لو كانا من بني بكر لم تقدم أم هانئ (٢) على أمانهما؛ لامتناع النبي من ذلك.

وقولهم: يحتمل أن يكونا حاملين للسلاح فلو كان هناك أمانًا لم يحملوا السلاح.

وجواب آخر: لا يصح حمله على أنهما من بني بكر؛ لأن في الخبر من بني مخزوم ولا يصح حمله على أنهما كانا حاملين للسلاح يلقى بانفراده، وأيضًا فإن أهل السير والمغازي اتفقوا أن دخول رسول الله مكة عنوة، وقد عدوا مغازي رسول الله نيف وعشرين غزوة، وذكروا فتوحه وما كان عنوة ولم ينقل عن أحد منهم أنه دخل مكة صلحًا، وما يحكى عن مجاهد فإنه صريح محجوج بما ذكرنا، وأيضًا ما روى أبو الحسين علي بن محمد بن بشران المعدل (٣) من أماليه انتخاب أبي الفتح ابن أبي الفوارس الحافظ (٤) ولي منهما إجازة، قال أبو الحسين علي بن محمد بن بشران المعدل نا أحمد بن إسحاق بن منجاب (٥) نا علي بن الحسين التستري (٦) قال: نا محمد بن الحسن


(١) ينظر: اللباب في فقه الشافعي (ص ٣٨٠)، الحاوي الكبير (١٤/ ٧٠).
(٢) سبقت ترجمته ص ٢٣٢.
(٣) هو علي بن محمد بن عبد الله بن بشران بن محمد بن بشر بن مهران بن عبد الله، أبو الحسين الأموي المعدل، قال عنه الخطيب البغدادي: كتبنا عنه، وكان صدوقا ثقة ثبتا حسن الأخلاق، تام المروءة، ظاهر الديانة، يسكن درب الكيراني. وسمعت محمد بن أبي الفوارس يذكر أن مولده في سنة (٣٢٨ هـ). وقال غير ابن أبي الفوارس: ولد ليلة الجمعة الحادي عشر من شهر رمضان. ومات وأنا غائب في رحلتي إلى نيسابور، وكانت وفاته وقت السحر من يوم الأحد ٢٥ من شعبان سنة (٤١٥ هـ).
ينظر: تاريخ بغداد (١٢/ ٩٨)، تاريخ الإسلام (٩/ ٢٥٨).
(٤) هو الإمام، الحافظ، المحقق، الرحال، أبو الفتح محمد بن أحمد بن محمد بن فارس بن أبي الفوارس سهل البغدادي. ولد سنة (٣٣٨ هـ). وارتحل إلى البصرة وبلاد فارس وخراسان، وجمع وصنف، وانتخب عليه المشايخ، وكان مشهورا بالحفظ والصلاح والمعرفة. وتوفي في ذي القعدة سنة (٤١٢ هـ).
ينظر: سير أعلام النبلاء (١٧/ ٢٢٣ - ٢٢٤)، تاريخ بغداد (١/ ٣٦٩ - ٣٧٠).
(٥) لم أقف على ترجمة له.
(٦) هو علي بن الحسين بن إسحاق التستري الدقيقي. توفي في صفر سنة (٣٤١ هـ).
ينظر: تاريخ الإسلام (٧/ ٧٧٠)، وفيات المصريين (ص ٦٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>