كتاب التعليقة الكبيرة - أبو يعلى - من الأشربة للأيمان

وقال أبو إسحاق ابن شاقلا (١) نا محمد بن إسحاق المقرئ (٢) نا أحمد بن محمد بن مسلم (٣)، حدثنا سعيد بن محمد الرفا (٤) قال: سألت أبا عبد الله عن أمر مكة فقال: دخلت صلحًا فقلت له: وأي شيء في ذلك؟ فقال لي: حديث الزهري (٥). قال أبو إسحاق: المسألة على روايتين: أحدهما: فتحت عنوة (٦).

والثانية: فتحت صلحًا (٧) وهو قول الشافعي (٨).

وجه الرواية [الأولى] (٩): قوله تعالى: ﴿فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ﴾ [محمد: ٣٥]، فنهى عن الصلح إذا كانوا مستعلين عليهم بالقوة والعدة وكذلك كان النبي ﷺ يوم الفتح فلا جائز أن يكون صالحهم مع نهي الله عنه (١٠).

(١) هو إبراهيم بن أحمد بن عمر بن حمدان أبو إسحاق الفقيه المعروف بابن شاقلا أحد شيوخ الحنبلية، قال الخطيب البغدادي: قال لي أبو يعلى محمد بن الحسين بن الفراء: كان رجلا جليل القدر حسن الهيئة كثير الرواية حسن الكلام في الفقه غير أنه لم يطل له العمر. ومات سنة (٦٩ هـ).
ينظر: تاريخ بغداد (٦/ ٥٠٧)، طبقات الحنابلة (٢/ ١٢٨ - ١٣٩).
(٢) هو محمد بن إسحاق بن مهران أبو بكر المقرئ. روى عن: أبي العباس أحمد بن محمد البراثي، والحسن بن الحباب الدقاق، وأحمد بن يوسف بن الضحاك الفقيه، وغيرهم، وروى عنه: يوسف بن عمر القواس، وعلي بن أحمد بن حمويه المؤدب، ومحمد بن أحمد بن رزقويه. قال الخطيب: كثير المناكير. مات سنة (٣٥٢ هـ).
ينظر: تاريخ بغداد (٢/ ٧٢)، المغني في الضعفاء (٢/ ٥٥٤).
(٣) لعله أحمد بن محمد بن مسلم البغدادي، قال عنه الخطيب: أحسبه نزل مصر، وحدث بها عن غسان بن الربيع، روى عنه: علي بن أحمد بن سليمان المعروف بعلان المصري، كما في طبقات الحنابلة (١/ ١٦٨).
ينظر: تاريخ بغداد (٦/ ٢٧٨).
(٤) هو سعيد بن محمد الرفا، قال عنه ابن أبي يعلى: نقل عن إمامنا أشياء.
ينظر: طبقات الحنابلة (١/ ١٦٨).
(٥) ابن شهاب الزهري القرشي أبو بكر المدني (المتوفى في رمضان ١٣٣ أو ١٢٤ هـ) سكن الشام. ولد سنة خمسين أو إحدى وخمسين أو اثنان وخمسين وقيل سنة ثمان وخمسين بعد الهجرة، في آخر خلافة معاوية، في السنة التي ماتت فيها عائشة زوجة الرسول محمد. ذكره محمد بن سعد في الطبقة الرابعة من أهل المدينة.
(٦) ينظر: كتاب الروايتين والوجهين (٢/ ٣٦٣).
(٧) ينظر: كتاب الروايتين والوجهين (٢/ ٣٦٣).
(٨) ينظر: مختصر المزني (٨/ ٣٨٠)، اللباب (ص ٣٨٠)، الحاوي الكبير (١٤/ ٢٣١).
(٩) في الأصل (الأدلة)، والصحيح ما أثبته.
(١٠) ينظر: المغني (٤/ ١٩٧)، تبيين الحقائق (٣/ ٢٤٩)، الذخيرة (٣/ ٤٦١).