للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واحتج المخالف: بقوله تعالى: ﴿وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ﴾ [الأنفال: ٤١] فأثبت الخمس في جميع ما غنموه، وعندكم للإمام ترك الأراضي في أيدي أهلها ولا يخرج منها الخمس (١).

والجواب: أن معناه إذا اختار القسمة، ألا ترى أن الآية عامة في الرقاب ولا خلاف أن معناها في الرقاب إذا اختار قسمتها (٢).

واحتج: بقوله تعالى: ﴿وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ﴾ [الأحزاب: ٢٧].

والجواب: أن معناه إذا قسمتموها بينكم أو تقول هي إنما تارة بالقسمة وتارة بالوقف منفعة في ترك القسمة فإنه إذا وقفها عاد نفعها لجماعتهم وهو الخراج فجاز لها ما فيه الحظ من القسمة أو الوقف كما جاز له الخيار في الأسارى على وجه الحظ أو يقول إلحاق الأرض بالرقاب أولى لما ذكرنا من أنه ثبت الخراج فيه (٣).

واحتج: بما روى سهل بن أبي حثمة (٤) أن النبي قسم خيبر على ثمانية عشر سهمًا (٥) وبيان ذلك أن الجيش كانوا ألفًا وأربعمائة منهم مائتا فارس فجعل ستة أسهم للمائتين وجعل اثني عشر سهمًا بين ألف ومائتي رجل لكل مائة سهم فيكون للفارس ثلاثة أسهم وللراجل سهم (٦).


(١) ينظر: الأم (٤/ ١٩١ - ١٩٢)، مختصر المزني (٨/ ٣٨٢)، الحاوي الكبير (١٤/ ٢٦٠).
(٢) ينظر: المغني (٢/ ٥٧٧)، الإنصاف (٤/ ١٣٧).
(٣) ينظر: المغني (٢/ ٥٧٧)، الإنصاف (٤/ ١٣٧)، الروض المربع (١/ ٢٠١).
(٤) هو سهل بن أبي حثمة، اختلف في اسم أبيه، فقيل: عبد الله، عبيد الله، وقيل عامر بن ساعدة بن عامر بن عبيد بن مجدعة بن حارثة بن الحارث بن عمرو، وهو النبيت، ابن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي، ولد سنة ثلاثة من الهجرة وقبض النبي وهو ابن ثمان سنين ولكنه حفظ عنه، توفي أول أيام معاوية .
ينظر: أسد الغابة (٢/ ٣١٦)، الإصابة (٣/ ١٦٣).
(٥) أخرجه أبو داود في كتاب الخراج والإمارة والفيء، باب ما جاء في حكم أرض خيبر، رقم (٣٠١٠)، والطحاوي في شرح المعاني، كتاب السير، باب الأرض تفتتح كيف ينبغي للإمام أن يفعل فيها؟ رقم (٥٢٤٦)، وصححه الحافظ ابن حجر في الفتح (٦/ ٢٠٣)، وقال الحافظ ابن عبد الهادي في التنقيح (٤/ ٦١٣): إسناده جيد.
(٦) ينظر: الأم (٤/ ١٩١ - ١٩٢)، مختصر المزني (٨/ ٣٨٢)، الحاوي الكبير (١٤/ ٢٦٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>