للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويبين صحتها: ما روى الدارقطني بإسناده عن المقداد بن عمرو (١) أنه ضرب له رسول الله يوم بدر بسهمين لفرسه وله سهمًا (٢)، وبإسناده عن الزبير (٣) قال: أعطاني رسول الله يوم بدر أربعة أسهم: سهمين لفرسي، وسهمًا لي، وسهمًا لأمي من ذوي القربى (٤)، وهذا يدل على أن النبي قسمها من يومه وإذا كانت من يومه كانت بيدر وبدر كانت دار حرب، ولا يقال أنه قدم المدينة من يومه؛ لأن النبي أقام ببدر ثلاثًا.

يدل عليه: ما روى أنس عن أبي طلحة (٥) أن رسول الله كان إذا ظهر على قوم أقام بالعرصة ثلاثًا (٦)، فلما كان يوم بدر أقام


(١) المقداد بن عمرو، ويعرف بالمقداد بن الأسود، الكندي البهراني الحضرمي، أبو معبد، أو أبو عمرو: صحابي، من الأبطال. هو أحد السبعة الذين كانوا أول من أظهر الإسلام. وهو أول من قاتل على فرس في سبيل الله. وفي الحديث: (إن الله ﷿ أمرني بحب أربعة وأخبرني أنه يحبهم: علي، والمقداد، وأبو ذر، وسلمان) وكان في الجاهلية من سكان حضرموت. واسم أبيه عمرو بن ثعلبة البهراني الكندي. ووقع بين المقداد وابن شمر بن حجر الكندي خصام فضرب المقداد رجله بالسيف وهرب إلى مكة، فتبناه الأسود بن عبد يغوث الزهري، فصار يقال له (المقداد بن الأسود) إلى أن نزلت آية ﴿ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ﴾ فعاد يتسمى (المقداد بن عمرو) وشهد بدرًا وغيرها. وسكن المدينة. وتوفي على مقربة منها، فحمل إليها ودفن فيها سنة (٣٣ هـ). له (٤٨) حديثا.
ينظر: تهذيب التهذيب (١٠/ ٢٨٥)، الأعلام (٧/ ٢٨٢).
(٢) أخرجه الدارقطني في السنن رقم (٤١٧١)، والطبراني في الكبير رقم (٦١٤).
(٣) سبقت ترجمته ص ١٤٨.
(٤) أخرجه الدارقطني في السنن رقم (٤١٨٧) بتحديد أن هذه القسمة وقعت يوم بدر. وأخرجه أحمد في المسند رقم (١٤٢٥)، والدارقطني في السنن رقم (٤١٨٨) من غير تحديد.
وأخرجه النسائي في الكبرى رقم (٤٤١٨)، والطحاوي في شرح المعاني رقم (١٣٨١)، (٥٣٨٢)، والطبراني الكبير رقم (١٤٨٣٤)، والدارقطني في السنن رقم (٤١٨٩) بتحديد أن هذه القسمة وقعت يوم خيبر.
والحديث أعله ابن عبد البر في الاستذكار (٥/ ٧٤).
(٥) هو زيد بن سهل بن الأسود بن حرام بن عمرو بن زيد مناة بن عمرو بن مالك بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار الأنصاري الخزرجي، أبو طلحة. مشهور بكنيته، شهد العقبة، وبدرًا، والمشاهد كلها، وهو أحد النقباء روى عن: النبي ، وروى عنه: ابنه عبد الله، وربيبه أنس بن مالك، وغيرهم. مات سنة (٣٤ هـ) وصلى عليه عثمان، وقيل قبلها بسنتين.
ينظر: الإصابة في تمييز الصحابة (٢/ ٥٠٢)، تهذيب التهذيب (٣/ ٤١٤).
(٦) العرصة: كل بقعة بين الدور واسعة ليس فيها بناء، والجمع العراص والعرصات. أو هي كل موضع متسع لا بناء فيه. وقوله أقام بالعرصة ثلاثًا، يريد وسط البلد. ينظر: الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية (٣/ ١٠٤٤)، مختار الصحاح (ص ٢٠٥)، مشارق الأنوار على صحاح الآثار (٢/ ٧٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>