للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقيل: أيضًا بأن الرد يتعلق بالمال كالضمان، ثم ثبت أن الضمان لا يلزم الحربي فيما يتلفه من أموالنا كذلك الرد وهذا يلزم عليه الباغي يلزمه الرد وإن لم يلزمه الضمان (١).

واحتج المخالف: بقوله تعالى: ﴿وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضًا لَمْ تَطَئُوهَا﴾ [الأحزاب: ٢٧] فامتن علينا بذلك، فلو كانوا يملكون علينا كما نملك عليهم لما كان للامتنان معني (٢).

والجواب: أن هذا خطاب للصحابة، وموضع الامتنان منه أنه مكنهم من أرضهم وديارهم ولم يمكنهم من أرض المسلمين ولا ديارهم ولا دلالة في هذا على أنهم لو مكنهم منها لم يملكوها، ويجوز أن يقال: إنه من علينا بذلك؛ لأنه يحصل لنا من وجه مباح ولا يحصل لهم مثله من وجه مباح فهذا وجه الامتنان (٣).

واحتج: بما روى حماد بن زيد (٤) عن أبي قلابة (٥) عن أبي المهلب (٦) عن عمران بن حصين؛ قال: أغار المشركون على سرح (٧) المدينة فأخذوا العضباء وامرأة من المسلمين


(١) ينظر: المراجع السابقة.
(٢) ينظر: المجموع (١٩/ ٣٤٦)، روضة الطالبين (١٠/ ٢٩٣)، التنبيه (١/ ٢٣٥)، نهاية المطلب (١٧/ ٤٩٠).
(٣) ينظر: المغني (٨/ ٤٤٦)، بدائع الصنائع (٧/ ١٢٧).
(٤) سبقت ترجمته ص ١١٢.
(٥) هو أبو قلابة الجرمي عبد الله بن زيد بن عمرو - أو عامر - بن ناتل بن مالك، الإمام، شيخ الإسلام، أبو قلابة الجرمي، البصري. قال القاضي عبد الجبار بن محمد الخولاني في تاريخ داريا: مولده بالبصرة، وقدم الشام، ونزل داريا وسكن بها عند ابن عمه بيهس بن صهيب بن عامر بن ناتل. وقال أبو سعيد بن يونس: قدم مصر في زمن عبد العزيز بن مروان، وتوفي بالشام سنة (١٠٤ هـ) روى له الجماعة.
ينظر: التاريخ الكبير (٥/ ٩٢)، سير أعلام النبلاء (٤/ ٤٦٨ - ٤٧٤)، تهذيب الكمال (١٤/ ٥٤٢ - ٥٤٨).
(٦) هو أبو المهلب الجرمي، عم أبي قلابة. له إدراك. ذكره ابن سعد في الطبقة الأولى من تابعي أهل البصرة وقال: كان ثقة قليل الحديث، وله رواية عن عمر، قال: واختلف في اسمه، فقيل: عمرو بن معاوية بن زيد، وجزم بذلك ابن حبان في الثقات. وقيل معاوية بن عمرو بن زيد، وصححه ابن عبد البر. روى له البخاري في "الأدب"، والباقون.
ينظر: الطبقات الكبرى (٧/ ٩٠)، تهذيب الكمال (٣٤/ ٣٢٩ - ٣٣٠)، الإصابة (٧/ ٣٣٠).
(٧) السرح: المال السائم.
ينظر: الصحاح (مادة: سرح) (١/ ٣٧٤)، مجمل اللغة (مادة: سرح)، (١/ ٤٩٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>