للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فظاهره يقتضي أنهم إذا أخذوا أموال المسلمين وأسلموا عليها أن تكون أملاكًا.

لهم. ومخالفنا يقول: لا يكون لهم، ويدل عليه ما روي عن النبي أنه لما دخل مكة يوم الفتح قيل له: ألا تنزل دارك يا رسول الله؟ قال: "وهل ترك لنا عقيل من ربع؟! ". (١).

وكان عقيل (٢) غلب على داره وباعها قهرًا؛ فدل على أنه كان قد ملكها؛ لأنه لو لم يكن كذلك لما قال: "هل ترك لنا عقيل من ربعٍ؟! " (٣).

فإن قيل: إنما قال ذلك؛ لأنه كان قد خربها فلم يمكنه نزوله وسكناها (٤).

قيل: له لو كان كذلك لم يعرض عليه النزول فيها، ودل على أنها لم تخرب إذ كانت تصلح للنزول (٥).

فإن قيل: لم يكن للنبي دار وإنما كان يسكن دار عمه أبي طالب (٦) فمات عمه


= وهذا الحديث إنما يروى عن ابن أبي مليكة عن النبي مرسلًا، قال الشافعي : وكأن معنى ذلك من أسلم على شيء يجوز له ملكه فهو له". وضعفه ابن الملقن في البدر المنير (٩/ ١٧١، ١٧٢)، والهيثمي في المجمع (٩٧٢١)، وابن حجر في التلخيص (٤/ ٣١٠)، والدراية (٢/ ١٢١). وقال أبو حاتم الرازي كما في العلل (٥٨٤): "وهذا حديث لا أصل له".
(١) أخرجه البخاري في كتاب الحج، باب توريث دور مكة، وبيعها وشرائها، وأن الناس في المسجد الحرام سواء خاصة، رقم (١٥٨٨)، وكتاب الجهاد والسير، باب إذا أسلم قوم في دار الحرب، ولهم مال وأرضون فهي لهم، رقم (٣٠٥٨)، وكتاب المغازي، باب أين ركز النبي الراية يوم الفتح؟، رقم (٤٢٨٢)، (٤٢٨٣)، ومسلم في كتاب الحج، باب النزول بمكة للحاج، وتوريث دورها، رقم (١٣٥١) من حديث أسامة بن زيد بن حارثة مرفوعًا.
(٢) هو عقيل بن أبي طالب الهاشمي ابن عم رسول الله أبو يزيد، وأبو عيسى. وكان أسن من أخيه علي بعشرين سنة؛ ومن أخيه جعفر الطيار بعشر سنين. هاجر في مدة الهدنة، وشهد غزوة مؤتة، وله جماعة أحاديث. روى عنه: ابنه؛ محمد، وحفيده؛ عبد الله بن محمد بن عقيل، وموسى بن طلحة، وعطاء، والحسن، وأبو صالح السمان. وعمر بعد أخيه الإمام علي. مات سنة (٦٠ هـ وقيل بعدها).
ينظر: الاستيعاب في معرفة الأصحاب (٣/ ١٠٧٨)، سير أعلام النبلاء (٣/ ٩٩).
(٣) ينظر: المغني (٨/ ٤٤٦)، الشرح الكبير لابن قدامة (٤/ ١٢)، الكافي في فقه الإمام أحمد (٢/ ٤)، تحفة الفقهاء (٣/ ٣٠٤)، بدائع الصنائع (٧/ ١٢٧).
(٤) ينظر: المجموع، (١٩/ ٣٤٦)، روضة الطالبين (١٠/ ٢٩٣)، نهاية المطلب (١٧/ ٤٩٠).
(٥) ينظر: المغني (٨/ ٤٤٦)، تبيين الحقائق (٦/ ٢٩)، مجمع الأنهر (٤/ ٢١٢)، المبسوط (١٠/ ٨٩).
(٦) هو أبو طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف، عم النبي والده علي وعقيل، خلف أبو طالب أباه عبد المطلب الذي كان أحد سادة قريش في المكانة والوجاهة، ولكن ضيق حالته المالية جعله يكل إلى =

<<  <  ج: ص:  >  >>