للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واحتج المخالف بما روى قتادة عن أبي المليح (١) عن أبيه (٢) عن النبي قال: "الختان سنة في الرجال مكرمة في النساء" (٣) (٤).

والجواب: أن السنة عبارة عما رسم ليحتذى، وقد يكون ذلك واجبا، ويكون مستحبا يدل عليه قول النبي : "عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي" (٥)، وقال علي: "من السنة أن لا يقتل حر بعبد" (٦)، وقال لعبد الله بن جعفر لما جلد وليد بن عقبة أربعين أمسك جلد رسول الله أربعين وجلد أبو بكر أربعين وجلد عمر ثمانين وكل سنة (٧).


(١) هو أبو المليح بن أسامة الهذلي. قيل: اسمه عامر، روى له البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي، والنسائي، وابن ماجه، روى عن: أبيه، ومعقل بن يسار، ونبيشة الهذلي، وغيرهم، وروى عنه: أولاده، عبد الرحمن، ومحمد، ومبشر، وزياد، وغيرهم. قال أبو زرعة، ومحمد بن سعد: ثقة، وذكره ابن حبان في كتاب "الثقات". مات سنة (٩٨ هـ)، وقيل غير ذلك.
ينظر: تهذيب الكمال (٣٤/ ٣١٦)، تهذيب التهذيب (١٢/ ٢٤٦).
(٢) هو أسامة أسامة بن عمير بن عامر الأقيشر الهذلي البصري والد أبي المليح له صحبة (روى له أبو داود والترمذي، والنسائي، وابن ماجه). روى عن النبي ، وروى عنه: ابنه أبو المليح بن أسامة، ولم يرو عنه غيره.
ينظر: تهذيب التهذيب (١/ ٢١٠)، تهذيب الكمال (٣٤/ ٣١٦).
(٣) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير رقم (٧١١٢)، البيهقي في السنن الكبرى رقم (١٧٥٦٥)، وقال البيهقي: هذا إسناد ضعيف، والمحفوظ موقوف، وخطأ أبو حاتم هذه الرواية، كما في "العلل" (٢/ ٢٤٧).
(٤) ينظر: العناية (٧/ ٤٢١)، البناية (٩/ ١٥٧)، تبيين الحقائق، (٦/ ٢٢٦)، المعونة (١/ ٦٧٢)، الذخيرة (٤/ ١٦٦)، الفواكه الدواني (١/ ٣٩٤).
(٥) الحديث رواه العرباض بن سارية السلمي قال: "صلى بنا رسول الله ذات يوم ثم أقبل علينا فوعظنا موعظة بليغة ذرفت منها العيون، ووجلت منها القلوب، فقلنا: يا رسول الله، كأنها موعظة مودع فأوصنا، قال: أوصيكم بتقوى الله ﷿ والسمع والطاعة، وإن تأمر عليكم عبد، وإنه من يعش منكم فسيري اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل بدعة ضلالة".
أخرجه أحمد في مسنده رقم (١٧١٤٤)، وأبو داود في سننه، باب في لزوم السنة رقم (٤٦٠٩)، والترمذي، باب الأخذ بالسنة واجتناب البدعة رقم (٢٦٧٦)، وقال الترمذي: هذا حديث صحيح. وقال الذهبي: صحيح ليس له علة. ينظر: المستدرك على الصحيحين، للحاكم (١/ ١٧٤). وقال حديث صحيح.
(٦) أخرجه أبو داود، باب من قتل عبده أو مثل به أيقاد به؟ رقم (٤٥١٩)، الدارقطني في سننه، كتاب الحدود والديات وغيره رقم (١٥٨)، والبيهقي في سننه رقم (١٠٩٣٨)، وقال في البدر المنير (٨/ ٣٦٨): هذا إسناد ضعيف، عثمان هذا كذبه يحيى وغيره.
(٧) تقدم تخريجه.

<<  <  ج: ص:  >  >>