للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مكة، فقاتل رجلًا فعض الرجل ذراعه فجذبها من فيه، فسقطت ثنيتاه، فذهب إلى النبي يلتمس العقل، فقال رسول الله : ينطلق أحدكم إلى أخيه فيعضه عضيض الفحل ثم يأتي يلتمس العقل، فإنه لا حق لك" (١)، فأبطلها رسول الله (٢).

فإن قيل: يحتمل أن يكون سقوط سنه من شدة العض لا من نزع صاحب اليد (٣).

قيل: قوله: "أيدع يده في فيك تقضمها كأنها في فحل" يدل على أن سقوطها كان بسبب نزع يده، ولو كان سقوطها من شدة العضة لم يعلل بذلك، ولأنه لو كان السقوط من شدة العض لم يختصما إلى النبي في ذلك؛ لأن سقوطها كان من فعله فكيف يرافعه إلى النبي في الضمان (٤).

فإن قيل: كان لا يقدر على منعه من العض بوجه غير قلع سنه (٥).

قيل: هذا لا يصح لوجهين:

أحدهما: أنه لو كان الحكم يختلف لكان النبي يستفصل، ولأن النبي جعل العلة في ذلك أن يده في فيه تقضمها، وهذا المعنى موجود فيه وإن كان قادرا على نزعها بوجه.

وأيضا: فإن حرمة النفس آكد من حرمة السن ثم ثبت أنه لو قصده فلم يمكنه دفعه


= ينظر: معرفة الصحابة لابن منده (ص: ٦٨١)، الاستيعاب في معرفة الأصحاب (٢/ ٦٤٠)، الإصابة في تمييز الصحابة (٣/ ١٢١).
(١) أخرجه الإمام أحمد في مسنده من حديث يعلى بن أمية برقم (١٧٩٥٣)، والبخاري في صحيحه كتاب: الإجارة، باب: الأجير في الغزو رقم (٢٢٦٥)، أخرجه النسائي في السنن الكبرى، كتاب: القسامة، باب: ذكر الاختلاف على عطاء في هذا الحديث رقم (٦٩٤١)، وابن ماجة في سننه رقم رقم (٢٦٥٦).
(٢) ينظر المغني (٩/ ١٨٥)، الشرح الكبير (١٠/ ٣٢٠)، المبدع (٧/ ٤٦٧)، الفروع مع تصحيح الفروع (١٠/ ١٦٨)، الإنصاف (١٠/ ٣٠٨)، كشاف القناع (٦/ ١٥٧).
(٣) ينظر: منح الجليل شرح مختصر خليل (٩/ ٣٦٥)، الكافي في فقه أهل المدينة (٢/ ١١٢٦)، البيان والتحصيل (١٦/ ١٠١)، حاشية الصاوي (٤/ ٥٠٦).
(٤) ينظر: المغني (٩/ ١٨٥)، الشرح الكبير (١٠/ ٣٢٠)، المبدع (٧/ ٤٦٧)، الفروع مع تصحيح الفروع (١٠/ ١٦٨)، الإنصاف (١٠/ ٣٠٨)، كشاف القناع (٦/ ١٥٧).
(٥) ينظر: منح الجليل شرح مختصر خليل (٩/ ٣٦٥)، الكافي في فقه أهل المدينة (٢/ ١١٢٦)، البيان والتحصيل (١٦/ ١٠١)، حاشية الصاوي (٤/ ٥٠٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>