للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

حدثنا عبد العزيز حدثنا الخلال نا محمد بن جعفر (١) قال: سمعت أحمد بن عبد السلام قال: قلت لأبي عبد الله، وقد كتبت عنه كتاب الأشربة، فلم [يذكر] (٢) فيه شيئا من الرخصة، وكتب عنه كتاب المسح على الخفين، فكان فيه اختلاف عن عائشة وسعيد بن جبير (٣) لم يروا المسح فقلت: يا أبا عبد الله كيف لم تجعل في كتاب الأشربة الرخصة كما جعلت في المسح؟ قال: في الرخصة في المسكر حديث صحيح (٤).

وقد حكى بعض المخالفين عن أحمد أنه إذا ثلثاه وبقي ثلثه ثم عادت الشدة أنه لا يحرم، ولعله ذهب إلى ما رواه يوسف بن موسى (٥) عن أحمد أنه سئل عن العصير يغلى حتى يذهب ثلثاه ويبقى ثلثه، فيتغير حتى يسكر، فقال: لا (٦).

وتأويل قوله: "لا" ما ذكره أبو بكر الخلال في كتابه لما حكى هذه الرواية فقال: "لا" يعني: لا يسكر إذا ذهب ثلثاه وبقي ثلثه على ما رواه حبيش بن سندي (٧)، وقد سئل عن المطبوخ إذا ذهب ثلثاه وبقي ثلث يشرب.

قيل له: فإنه يسكر؟ قال: لا (٨).


(١) وهو محمد بن جعفر القطيعي، قال ابن أبي يعلى: روى عن إمامنا أشياء.
ينظر: طبقات الحنابلة (١/ ٢٨٨)، المقصد الأرشد (٢/ ٣٨٧)
(٢) في الأصل بدونها والصحيح ما أثبته ليستقيم الكلام
(٣) سبقت ترجمته ص ٨٢.
(٤) ينظر: المغني (٩/ ١٦٠)، العدة (١/ ٦٠١)، الشرح الكبير (١٠/ ٣٢٨).
(٥) هو يوسف بن موسي بن راشد بن بلال القطان، أبو يعقوب الكوفي المعروف بالرازي. توفى سنة (٢٥٣ هـ).
ينظر: تهذيب الكمال (٣٢/ ٤٦٥)، تهذيب التهذيب (١١/ ٣٧٤).
(٦) لم أقف على هذه الرواية وينظر: المبدع (٧/ ٤١٧)، المغني (٩/ ١٥٩).
(٧) ذكره أبو بكر الخلال وقال هو من كبار أصحاب أبى عبد الله وبلغنى أنه كتب عنه نحوا من عشرين ألف حديث وكان جليل القدر وعنده جزءان مسائل يعرف فيها على أصحاب أبى عبد الله فمضيت إليه فأبى أن يحدثني بها وقال أنا لا أحدث بهذه المسائل وأبو بكر المروزى حى وكان يكرم أبا بكر المروزي وكان بينى وبينه كلام كثير ومضيت من عنده على أن أسأل المروزى مسألة أن يقرأها فشغلت فتوفى ولم أسمعها فوجدتها بعد ذلك عند محمد بن أبي هارون فسمعتها.
ينظر: طبقات الحنابلة (١/ ١٤٦)، والمقصد الأرشد (١/ ٣٥٦).
(٨) ينظر: مسائل الإمام أحمد رواية أبي داود (١١/ ٣٤٧) رقم (١٦٦١)، المغني (٩/ ١٧١)، الفروع (١٠/ ١٠٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>