للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أبي موسى قال: بعثني رسول الله أنا ومعاذ بن جبل (١) [إلى اليمن] (٢)، فقلت: يا رسول الله إن شرابًا يصنع بأرضنا يقال له: المزر من الشعير، وشراب من العسل يقال له: البتع. قال: "كل مسكر حرام" (٣).

وروى أيضًا عن الضحاك حدثنا عبد الحميد بن جعفر نا يزيد بن أبي حبيب قال: نا مرثد بن عبد الله اليزني (٤) قال نا ديلم (٥) أنه سأل رسول الله قال: إنا بأرض باردة نستعين بشراب يصنع لنا من القمح، فقال رسول الله : "أيسكر؟ " قال: نعم، قال: "لا تشربوه"، ثم أعاد عليه، فقال رسول الله : "أيسكر؟ " قال: نعم، قال: "لا تشربوه" قال: إنهم لا يصبرون عنه. قال: "إن لم يصبروا عنه فاقتلهم" (٦).


(١) هو معاذ بن جبل بن عمرو بن أوس الأنصاري الخزرجي، أبو عبد الرحمن. صحابي جليل، إمام الفقهاء وأعلم الأمة بالحلال والحرام، أسلم وعمره ثماني عشرة سنة، شهد بيعة العقبة، ثم شهد بدرا وأحدا والمشاهد كلها مع رسول الله ، جمع القرآن على عهد الرسول الله ، وكان من الذين يفتون في ذلك العهد. بعثه النبي بعد غزوة تبوك قاضيا ومرشدا لأهل اليمن، قدم من اليمن إلى المدينة في خلافة أبي بكر ثم كان مع أبي عبيدة بن الجراح في غزو الشام، ولما أصيب أبو عبيدة في طاعون عمواس استخلف معاذا. وأقره عمر، فمات في ذلك العام.
ينظر: الإصابة في تمييز الصحابة (٣/ ٤٢٦)، أسد الغابة (٤/ ٣٧٦)، حلية الأولياء (١/ ٢٢٨).
(٢) بدونها في الأصل، والمثبت من الأشربة.
(٣) أخرجه أحمد في الأشربة رقم (٢٢٤)، وفي المسند رقم (١٩٦٧٣)، وأخرجه البخاري في كتاب المغازي، باب بعث أبي موسى، ومعاذ إلى اليمن قبل حجة الوداع، رقم (٤٣٤٤)، ومسلم في كتاب الأشربة، باب بيان أن كل مسكر خمر وأن كل خمر حرام رقم (١٧٣٣).
(٤) هو مرثد بن عبد الله اليزني، أبو الخير المصرى (يزن بطن من حمير)، من الوسطى من التابعين، روى له: البخاري - مسلم - أبو داود - الترمذي - النسائي - ابن ماجه، قال ابن حجر: ثقة، وقال الذهبي: كان مفتى أهل مصر، مات سنة (٩٠ هـ).
ينظر: تهذيب الكمال في أسماء الرجال (٢٧/ ٣٥٧)، سير أعلام النبلاء (٤/ ٢٨٤).
(٥) هو ديلم بن أبي ديلم الحميري الجيشاني، ويقال: ديلم بن فيروز، ويقال: ديلم بن الهوشع. وهو من ولد حمير بن سبأ. له صحبة. سكن مصر ولم يرو عنه فيما أعلم غير حديث واحد في الأشربة، رواه عنه المصريون، ورواه مرثد بن عبد الله اليزني. وقد قيل: إن ديلم بن الهوشع غير ديلم الحميري، وليس بشيء.
ينظر: الاستيعاب في معرفة الأصحاب (٢/ ٤٦٣)، الإصابة في تمييز الصحابة (٢/ ٣٢٨).
(٦) أخرجه أحمد في الأشربة في رقم (٢١٠)، وفي المسند رقم (١٨٠٣٤)، وأبو داود في كتاب الأشربة باب النهي عن المسكر رقم (٣٦٨٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>