للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والجواب: أنه قد روي في حديث أبي ثعلبة ذكر التسمية فروى أحمد - في مسائل عبد الله - بإسناده عن أبي ثعلبة الخشني قال: أتيت رسول الله فقلت: يا نبي الله، أنا بأرض صيد أصيد بقوسي، وأصيد بكلبي الذي ليس بمعلم فأخبرني ماذا يصلح، فقال: "أما ما ذكرت أنكم بأرض صيد، فإن صدت بقوسك وذكرت اسم الله، فكل وما صدت بكلبك المعلم فاذكر اسم الله ثمّ كل، وما صدت بكلبك الذي ليس بمعلم فأدركت ذكاته فكل" (١)، وهذا زائد والأخذ بالزائد أولى (٢).

واحتج: بما روى البراء بن عازب عن النبي أنه قال: "المسلم يذبح على اسم الله سمى أولم يسم" (٣) (٤).

والجواب: أنه يحتمل أن يريد بقوله: "أو لم يسم"، في حال النسيان.

يدل عليه أنه قد روى أبو هريرة أن رجلا قال: يا رسول الله أرأيت الرجل منا يذبح وينسى أن يسمي الله فقال: "اسم الله على كل مسلم، وروي "على فم كل مسلم وروي: "في قلب كل مسلم"، وهذا كله راجع إلى حال النسيان، على أن أبا الحسن الدارقطني رواه عن مروان بن سالم (٥) عن الأوزاعي (٦) عن يحيى بن


(١) أخرجه البخاري في كتاب الذبائح والصيد، باب آنية المجوس والميتة، رقم (٥٤٩٦)، وأخرجه مسلم في كتاب يؤكل والذبائح وما يؤكل من الحيوان باب الصيد بالكلاب المعلمة رقم (١٩٣٠) بنحوه.
(٢) لم أقف عليه في مسائل أحمد، وينظر المغني (٩/ ٣٦٦)، الشرح الكبير على متن المقنع (٣/ ١١).
(٣) قال ابن الملقن: هذا الحديث لا أعلم من رواه من هذا الوجه بعد البحث عنه، وأغرب الغزالي في "الإحياء" فقال: حديث البراء صحيح. ولا أعلمه مرويا من هذا الوجه عوضا عن كونه صحيحا.
وقال ابن حجر: لم أره من حديث البراء، وزعم الغزالي في "الإحياء" أنه حديث صحيح.
ينظر: البدر المنير (٩/ ٢٦٣)، التلخيص الحبير (٤/ ٣٣٨).
(٤) ينظر الحاوي الكبير (١١/ ١٥)، الشرح الكبير (١١/ ٤١).
(٥) هو مروان بن سالم الغفاري، أبو عبد الله الشامي، مولى بني أمية. سكن قرقيسيا من الجزيرة (روى له ابن ماجه) روى عن الأحوص بن حكيم، وإسماعيل بن فلان بن الحجاج بن علاط، وغيرهم، روى عنه: إسحاق بن أبي يحيى الكعبي، وبقية بن الوليد، وجميع بن عمر العجلي، وسهل بن هشام البيروتي، وغيرهم، قال أحمد بن حنبل: ليس بثقة، وقال البخاري: منكر الحديث، وقال النسائي: متروك، وقال أبو عروبة الحراني: يضع الحديث، وقال الحاكم أبو أحمد حديثه ليس بالقائم.
ينظر: تهذيب الكمال (٢٧/ ٣٩٢ - ٣٩٤)، تاريخ الإسلام (٤/ ٩٧١).
(٦) سبقت ترجمته (١/ ١٨٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>