للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تيممت العين التي عند ضارج … يفيء عليها الفيء عرمضها طامئ (١)

والغنيمة هي: المأخوذة قهرًا فأما الذي يرجع إلينا فهو ما وصل بغير فعلنا وذلك لا يكون في الغنيمة، فصار اسم الفيء بما ذكرناه أخص فحمل الآية عليه أولى، وأيضًا فإنه مال مأخوذ بظهر المسلمين فلا يستحق النبي أربعة أخماسه (٢).

واحتج المخالف بما روى ابن عيينة (٣) عن الزهري أنه سمع مالك بن أوس بن الحدثان (٤) يقول: سمعت عمر بن الخطاب والعباس بن عبد المطلب وعلي يختصمان إليه في أموال النبي ، فقال عمر كانت أموال بني النضير مما أفاء الله على رسوله مما لم يوجف المسلمون عليها بخيل ولا ركاب فكانت لرسول الله خاصة دون المسلمين، وكان رسول الله ينفق منها على أهله نفقة سنة فما فضل جعله في الكراع والسلاح عدة في سبيل الله ثم توفي رسول الله فوليها أبو بكر بمثل ما وليها رسول الله ثم وليتها بمثل ما ولى رسول الله وأبو بكر ثم سألتماني أن أوليكماها على أن تعملا فيها بمثل ما وليها رسول الله ثم وليها أبو بكر ثم وليتها ثم جئتماني تختصمان تريدان أن أدفع إلى كل واحد منكما نصفه أتريدان مني قضاء غير ذلك فإن عجزتما عنها فادفعاها


(١) ينظر: ديوان امرِئ القيس (ص ١٥٥).
وضارج: اسم موضع، ينظر: لسان العرب (٢/ ٣١٤).
وعرمض: نبت رخو أخضر كالصوف المنقوش في الماء المزمن، تهذيب اللغة (٣/ ٢١١)، العين (٢/ ٣٢٥).
وطامي: ممتلئ من الماء، ينظر: تهذيب اللغة (١٤/ ٣١)، مختار الصحاح (١/ ١٩٣).
(٢) ينظر: المغني (٩/ ٢٤٧)، الأحكام السلطانية لأبي يعلى (١/ ١٥٠).
(٣) هو سفيان بن عيينة بن أبي عمران، أبو محمد، الهلالي، الكوفي. سكن مكة، أحد الثقات الأعلام، أجمعت الأمة على الاحتجاج به، وكان قوي الحفظ، وقال الشافعي: ما رأيت أحدا من الناس فيه جزالة العلم ما في ابن عيينة، وما رأيت أحدا فيه من الفتيا ما فيه ولا أكف عن الفتيا منه. روى عن عبد الملك بن عمير وحميد الطويل وحميد بن قيس الأعرج وسليمان الأحول وغيرهم. وعنه الأعمش وابن جريج وشعبة والثوري ومحمد بن إدريس الشافعي وغيرهم، ولد سنة ١٠٧ هـ، وتوفي سنة ١٩٨ هـ ودُفن بالحجون. ينظر: تهذيب التهذيب (٤/ ١١٧)، وميزان الاعتدال (٢/ ١٧٠)، وشذرات الذهب (١/ ٣٥٤)، تاريخ بغداد (١٠/ ٢٤٤).
(٤) مالك بن أوس بن الحدثان بن الحارث بن عوف النصري الفقيه، الإمام، الحجة، أبو سعد - ويقال: أبو سعيد - النصري، الحجازي، المدني، مختلف في صحبته، وقال أبو حاتم وابن معين لا تصح له صحبة، وذكره ابن حبان في "الثقات" مات سنة ٩٢ هـ. ينظر: سير أعلام النبلاء (٤/ ١٧١)، تهذيب التهذيب (١٠/ ١٠٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>