كتاب التعليقة الكبيرة - أبو يعلى - من الأشربة للأيمان

آيلة (١) وأمر معاذًا يأخذها من اليمن (٢) ووضعها عمر على أهل السواد (٣)، والشام ووضعت في بيت المال ولم يخمس، فمن قال: إنها تخمس فقد خالف السنة والإجماع (٤)؛ لأنه لم ينقل عن أحد أنه خمس ذلك وإذا ثبت بالسنة والإجماع (٥) أن الجزية لا تخمس قسنا عليه بقية أموال الفيء؛ بعلة أنه مال صار إلينا من المشركين بغير قتال جعل قسمته إلى الإمام وهذا النوع موجود في جميع أنواع الفيء وفيه احتراز من مال الغنيمة والركاز (٦) (٧).

واحتج المخالف: بأن النبي ﷺ خمس أموال بني النضير (٨) (٩).

والجواب: أنه يحتمل أن يكون رأى ذلك من طريق المصلحة لا أنه يجب تخميسه (١٠).

واحتج بأنه: مال رجع من المشركين إلى المسلمين جعلت قسمته إلى الإمام فوجب تخميسه كالغنيمة (١١).

(١) آيلة: بالفتح: مدينة على ساحل بحر القلزم مما يلي الشام، وقيل: هي آخر الحجاز وأول الشام، قال أبو زيد: آيلة مدينة صغيرة عامرة بها زرع يسير، وهي مدينة لليهود والذين حرّم الله عليهم صيد السمك يوم السبت فخالفوا فمسخوا قردة وخنازير. ينظر: معجم البلدان (١/ ٢٩٢).
(٢) أخرجه ابن أبي شيبة عن طريق معاذ بن جبل ﵁ في كتاب السير، باب ما قالوا في وضع الجزية والقتال عليها رقم (٣٢٦٣٨).
(٣) أخرجه عبد الرزاق عن طريق عبد الرحمن بن عوف ﵁ في كتاب أهل الكتاب، أبواب السير، أخذ الجزية من المجوس رقم (١٠٠٢٧).
(٤) ينظر: الإقناع، لابن المنذر ٢/ ٥٠١ برقم ١٦٦.
(٥) المراجع السابقة.
(٦) الركاز: دفين الجاهلية وكأنما ركز في الأرض ركزًا، وهو من قياسه؛ لأن صاحبه ركزه. وقال قوم: الركاز المعدن. ينظر: تهذيب اللغة (١٠/ ٥٧)، مقاييس اللغة (٢/ ٤٣٣).
وفي الشرع: اشتقاقه من ركز يركز. مثل غرز يغرز: إذا خفي. يقال: ركز الرمح، إذا غرز أسفله في الأرض. وهو: دفن الجاهلية، قل أو كثر، وقيل: كل مال مدفون في أرض الإسلام وجدت عليه علامة الكفار فهو ركاز. ينظر: المغني (٣/ ٤٨)، المحرر في الفقه على مذهب الإمام أحمد بن حنبل (١/ ٢٢٢).
(٧) ينظر: المغني (٩/ ٢٤٧)، الأحكام السلطانية (١/ ١٥٠).
(٨) أخرجه مسلم من طريق عمر بن الخطاب ﵁ في كتاب الجهاد والسير، باب حكم الفيء رقم (١٧٥٧).
(٩) ينظر: مختصر الخرقي (ص: ٩٦)، الحاوي (٨/ ٣٨٩)، روضة الطالبين (٦/ ٣٥٥).
(١٠) ينظر: المغني (٩/ ٢٤٧)، الأحكام السلطانية لأبي يعلى (١/ ١٥٠).
(١١) ينظر: مختصر الخرقي (ص: ٩٦)، الحاوي (٨/ ٣٨٩)، روضة الطالبين (٦/ ٣٥٥).