[نذر أن يتصدق بما يزيد عن مبلغ معين من راتبه فهل يلزمه التصدق بكل زيادة مطلقا]
[السُّؤَالُ]
ـ[منذ عدة سنوات تقدمت للحصول على فرصة عمل لدى إحدى الهيئات، وكنت قد نذرت بأن ما يزيد عن الـ ٥٠٠٠ درهم من راتبي سأخرجه صدقة، وقد أكرمني الله تعالى وحصلت على العمل براتب ٥٥٠٠ درهماً، والحمد لله أقوم بإخراج ٥٠٠ درهماً لقضاء هذا النذر.
ملحوظة أنا أقوم بإخراج النذر مجمعاً كل عدة أشهر لظروف تتعلق بكوني أعمل في بلد غير بلدي الأصلي.
وسؤالي كالتالي:
أكرمني الله بعد ٣ سنوات بزيادة في راتبي، فهل يصبح كل ما يزيد عن الـ ٥٠٠٠ درهما هو نذر، أم فقط الـ ٥٠٠ درهم التي هي زيادة عن راتبي في بداية عملي.
وجزاكم الله خيرا.]ـ
[الفَتْوَى]
خلاصة الفتوى:
اللازم هو أن تصرف أي زيادة على خمسة آلاف درهم تحصل في راتبك ما لم تكن قد نويت الزيادة في الراتب الأول الذي يحدد عند التوظيف فقط.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
إن النذر قد ثبت النهي عنه في الإسلام، ففي الحديث المتفق عليه واللفظ للبخاري عن ابن عمر رضي الله عنهما: نهى صلى الله عليه وسلم عن النذر، قال: إنه لا يرد شيئا، وإنما يستخرج به من البخيل.
ومن صدر منه نذر طاعة لله تعالى وجب عليه الوفاء به، لقوله صلى الله عليه وسلم: من نذر أن يطيع الله فليطعه، ومن نذر أن يعصيه فلا يعصه. رواه البخاري.
وما دمت قد نذرت أنك ستخرج من راتبك ما زاد منه على ٥٠٠٠ درهم صدقة، فإنه يصير من الواجب عليك أن تخرج أي زيادة حصلت في راتبك على هذا المبلغ، سواء كان ذلك في بداية توظيفك أو فيما بعدُ، ما لم تكن قد نويت حين النذر أنك تقصد -فقط- الزيادة في الراتب الأول الذي يحدد عند التوظيف وذلك لأن الأصل أن اللفظ يبقى على ظاهره ما لم توجد نية تصرفه عنه أو يجري عرف يخصصه أو يقيده.