ـ[أنا شاب من القدس قادر على الزواج تعرفت على بنت ناس وهي على درجة كبيرة من الأخلاق ومتدينة وملتزمة بالحجاب الشرعي بعد ما تكلمت مع أهلي ووافقوا على زواجي ذهبت إليها وطلبت الزواج منها لكي أعرف ما رأيها بي (أنا أعاني إعاقة جسدية) كان ردها أن لا مانع من جهة وضعي لكنها تحب إنساناً آخر، هنا أنا دعوت لها بالتوفيق وخلص من الأيام قالت لي من هو والقصة كالتالي: الإنسان الذي تحبه هو ابن عمها وتزوج من أختها قبل ٨ سنين هي تحبه وتقول إنها مخلصة في حبها له وأنها لا تريد الزواج من أي إنسان ومع المدة عرفت أنها تعرضت لعملية اغتصاب وعمرها ١٣ سنة والآن عمرها ٢٦ قلت لها إن هذا حرام أنا أريدها على سنة الله، رجاء ارسلوا لي الرد بأسرع وقت ممكن ما حكمها الشرعي وماذا تفعل، وما واجبي أنا من قول الرسول من ناحية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فحب المرأة لزوج أختها أو لأي رجل أجنبي آخر لا يخلو من حالتين:
الحالة الأولى: أن لا يكون للمحبة كسب في التعلق بالرجل ولا سعي، وإنما رأته مرة فوقع حبه في قبلها، فإن اتقت الله ولم يدفعها حبه إلى طلب شيء محرم كالخلوة واللقاءات والمراسلة أو المواعدة أو ما هو أسوأ من ذلك، فإنها تكون مأجورة بعفتها عنه، ولا حرج عليها في الميل القلبي لأن المرء لا يستطيع صرفه عن نفسه أحياناً.
والحالة الثانية: أن يكون هذا الحب اختيارياً، أو حصلت بموجبه أمور محرمة، من أي نوع كانت، فإن هذا الحب غير مباح، وواجب على المرأة أن تصرفه عن نفسها وتبتعد عنه كثيراً، خاصة أن الذي هي متعلقة به لا يصح أن يتزوجها إلا بعد بينونة أختها أو وفاتها، قال الله تعالى: وَأَن تَجْمَعُواْ بَيْنَ الأُخْتَيْنِ {النساء:٢٣} .
وأما واجبك أنت مع هذه الفتاة فهو أن تنأى عنها أولاً، ولا تخالطها إلا لحاجة مع ضوابط الشرع في ذلك من عدم خلوة ولا خضوع بالقول ومن تستر ونحو ذلك، وإذا كانت لا تريدك زوجاً فاقطع الصلة بها، وأبعد حبها عن قلبك، وفي موضوع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فيمكنك ذلك بواسطة إحدى أخواتك أو محارمك، ولا تتطرق إلى مسألة اغتصابها، لأنها مسألة بعد عهدها والواجب ستر الفتاة فيها، كما أنه لا ينبغي لك أن تخير من تريد نصحها بموضوع تعلقها بزوج أختها بل قل لها إن فلانة قد تحتاج إلى نصح وتذكير ولا تقل لها السبب ومرها بكتم الأمر عن كل الناس وتنصحها هي نصيحة غير مباشرة لا تخبرها فيها بأنها قد اطلعت على شيء من أمرها بل تقول لها، إنها تذكرها بالله شأنها في ذلك شأن غيرها فالكل يحتاج إلى التذكير.