للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

[العلاقة المحرمة بين الزوج وطليقته]

[السُّؤَالُ]

ـ[أريد أن أعرف حكم الشرع إذا علمت الزوجة بأن زوجها على علاقة بطليقته من خلال رسائل حب وغرام على الموبايل من الطرفين, والمكالمات الهاتفية بينهما, مع العلم بأن زوجي قد طلق هذه المرأة قبل زواجنا وقال لي بأن علاقتهما انتهت للأبد وكانا متزوجين زواجا شرعيا، ولكن بدون علم أهله أو أهلها وتزوجت منه بدون ولي وهي مطلقة ولديها بنتان فى الجامعة وتكبر زوجي بعشر سنوات, والآن اكتشفت أنهما ما يزالان على علاقة ولا أعلم كيف أواجه زوجى بذلك أو كيف أواجه هذا الموقف، وكيفية التصرف بعقل وحكمة حتى لا أخسر زوجى وفي نفس الوقت أريده أن يقطع علاقته بها، مع العلم بأنه طلقها الطلقة الثالثة، أفيدوني أفادكم الله؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا شك أن علاقة زوجك بطليقته حرام ومنكر، ومن واجبك تغيير هذا المنكر بما تقدرين عليه وبما هو في استطاعتك، ومن ذلك النصح له بترك هذه العلاقة، إما مباشرة أو عن طريق حثه على قراءة كتاب أو سماع شريط يتحدث عن حرمة هذا العمل وعاقبته السيئة في الدنيا والآخرة، وفي حال كان النصح مباشراً فيكون بلين وحكمة مع تحين الوقت المناسب لذلك، وعدم المجادلة والخصام، وبنية إنقاذه من هذا الذنب والشفقة عليه منه.

كما أنه بإمكانك صرفه عن هذه المرأة بأن تنظري ما يعجب زوجك منها فتفعليه ما لم يكن حراماً، من تزين وحسن تبعل وما يتعلق من ذلك بأمور الجماع، بحيث تجعلينه يستغني بالحلال عن الحرام ولا يكون به حاجة إلى هذه المرأة ولا غيرها.

هذا ما يحضرنا من وسائل وأسباب ربما تكون حلا لمشكلتك، وبإمكانك أن تتخذي من الأسباب والوسائل ما ترينه مناسباً بحسب حال زوجك وشخصيته وما يمكن أن يؤثر فيه، وكما قلنا في البداية فإن هذا منكر من واجبك تغييره بما تستطيعين، ومعلوم أن آخر مراتب إنكار المنكر الإنكار بالقلب، وهذا أضعف الإيمان كما جاء في الحديث، ونسأل الله سبحانه أن يتوب على زوجك من هذه العلاقة المحرمة وأن يلهمه رشده.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٠٨ ربيع الثاني ١٤٢٦

<<  <  ج: ص:  >  >>