للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

[الأحكام المتعلقة برطوبات فرج المرأة]

[السُّؤَالُ]

ـ[أرى سائلا شفافا لزجا يشبه زلال البيض بضع مرات في اليوم الواحد، ولا سبب لنزوله، فبت أتاكد عقب دخول وقت كل فرض من عدم وجوده، وإلا استنجيت منه، ومن ثم أتوضأ وأحاول أن أصلي مباشرة حتى أنني أتحرج من فعل أي شي قد يستغرق بضع ثوان بعد الوضوء كانتظار الصلاة مثلا أو التحدث مع أحد, علما بأني خضعت لفحص بول وظهر عندي التهاب لم تعره طبيبتي اهتماما، وقد كانت طلبت هذا الفحص مني لأتعالج من مرض جلدي، ولاحظت أن أدوية الالتهاب الجلدي قد قللت من هذا السائل, علما بأنه يزداد بشكل ملحوظ مع الحيض. ما هذا السائل وما الأحكام المتعلقة به؟ وكيف أفعل إن أردت الذهاب للعمرة مثلا خصوصا أن الوضوء في الحرم شبه متعذر وعسير جدا جدا؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالظاهر أن هذا السائل الذي ترينه هو ممّا يعرف عند العلماء برطوبات الفرج، وقد بيّنّا الأحكام المتعلقة برطوبات فرج المرأة في فتاوى كثيرة ورجحنا أنها طاهرة فلا يجب الاستنجاء منها، وإن كان ذلك أحسن خروجا من خلاف من قال بنجاستها من أهل العلم، وهذه الرطوبات ناقضة للوضوء في قول جماهير العلماء، وانظري للتفصيل الفتوى رقم: ١١٠٩٢٨. ومن كانت مبتلاة بكثرة خروج هذه الرطوبات بحيث كانت لا تجد في أثناء وقت الصلاة وقتا يتسع لفعل الطهارة والصلاة فحكمها حكم صاحب السلس، وقد بيّنّا الضابط الذي يعرف به الإصابة بدوام الحدث في الفتوى رقم: ١١٩٣٩٥.

وبهذا تعلمين ما يجب عليك تجاه هذا السائل المذكور وهو: أن خروجه إن كان دائما بحيث لا تتمكنين من فعل الصلاة بطهارة صحيحة في أثناء الوقت فحكمك حكم دائم الحدث فتتوضئين بعد دخول وقت الصلاة وتصلين بهذا الوضوء الفرض وما شئت من النوافل، ولا ينتقض وضوؤك إلا بخروج الوقت وبنواقض الوضوء الأخرى، وأما إذا كنت تجدين في أثناء وقت الصلاة وقتا يتسع لفعلها على وجهها بطهارة صحيحة لزمك أن تصلي فيه، وبهذا تعلمين أن الأمر يسير والله تعالى لم يجعل على عباده في الدين من حرج بل خفف عنهم ورفع عنهم الآصار والأغلال وله الحمد، وهذه الأحكام المبيّنة هي التي يلزمك اتباعها في كل وقت حتى في العمرة، وليس في الوضوء بعد دخول وقت الصلاة لمن كان دائم الحدث أدنى مشقة بحمد الله، فإذا ذهبت إلى العمرة فالواجب عليك الالتزام بما ذكرنا من الأحكام، ثم إننا ننصحك بالتداوي والاستعانة على ذلك بالطبيبات الثقات امتثالا لأمر النبي صلى الله عليه وسلم بالتداوي، كما يمكنك مراجعة قسم الاستشارات بموقعنا فستجدين هناك ما تنتفعين به بإذن الله.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٠١ رجب ١٤٣٠

<<  <  ج: ص:  >  >>