للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

[يريد طلاق امرأته ذات الخلق والدين والزواج بأخرى]

[السُّؤَالُ]

ـ[أنا أريد أن أطلق زوجتي وأنا متزوج منذ ١٦ عاما -لقد مللت فهي لا يوجد ولا شيء بها حسن سوى أخلاقها ودينها فهي أصلا حتى أحسن مني تصلي ولا تقطع فرضها وتخاف الله وتحبني وتحب أولادي فهي ليس لها أحد من بعدي لا أب ولا أم وإخوتها في بلاد بعيدة، ولكنها دائماً تراقبني وتشك بي وأشعر أنها قليلا ما تهتم بنفسها وبالبيت -وأنا الآن تعرفت على واحدة عن طريق النت وأريد أن أتزوجها وأطلق زوجتي- فهل هذا مخالف للشرع، حيث إنني لا أستطيع أن أعدل بينهم، مع العلم بأنني لمحت لها أنني أريد أن أتزوج وغضبت في البداية ولكن بعدها هدأت وقالت جيد ولكن لا تطلقني حتى لا أصبح لوحدي لأنني لا أريد أصلا أن أتزوج غيرك وأريد أن أربي الأولاد، ولكني مصمم على الطلاق، فأفيدوني؟ جزاكم الله خيراً.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالذي ننصحك به هو أنه إن كانت زوجتك بالأوصاف التي ذكرت حسنة الدين والخلق تحافظ على فرائضها، وتخاف الله وتحبك وتحب أولادك ولا تريد فراقك، فمثل هذه الزوجة لا تفارق وكثير من الناس يتمنى مثلها، وأما كونها تشك فيك أو لا تهتم بنفسها أو بيتها فهذه أمور يمكن علاجها بشيء من المناصحة ونحو ذلك، فالمهم أننا نخشى أن تندم بفراقك لها، ثم إن الطلاق قد تكون له أضراره على هؤلاء الأطفال فننصحك بالإعراض عن أمر الطلاق.

وإن كنت قادراً على العدل فيمكنك أن تتزوج من هذه المرأة الأخرى، ولكن لا تعجل إلى ذلك ولا تكتفي بمجرد التعرف على هذه الفتاة عن طريق الإنترنت، فهنالك الكثير ممن تزوج من هذا السبيل فكان مصير زواجه الفشل، فعليك أولاً بالسؤال عن دينها وخلقها ممن هم أعرف بحالها، فإن تبين أنها أهل للزواج منها فاستخر الله تعالى في هذا الزواج، ثم أقدم عليه فإن كان فيه خير يسره الله لك، وإن كان فيه شر صرفه عنك.

وننبه في ختام هذا الجواب إلى خطورة المحادثة بين الفتيان والفتيات عبر الإنترنت فينبغي الحذر من ذلك.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٩ ذو الحجة ١٤٢٨

<<  <  ج: ص:  >  >>