للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

[الغش في المؤسسات العامة أشد حرمة]

[السُّؤَالُ]

ـ[بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم

لدي أخ يعمل طبيب في الخارج ذهبت لزيارته وطلبت منه أن يخرج لي تقريراً طبياً من زملائه بأي عذر كان حتى أستطيع عند عودتي لعملي تقديم التقرير واستلام مساعدة مالية، لأني ألاحظ الأغلبيه عند عودتهم من إجازتهم تصرف لهم هذه المبالغ وبالاتفاق مع المسئول المباشر، ترجيته وقلت له الكل يعمل هكذا وأنا في أمس الحاجه للمساعدة رفض طلبي وقال لي هذا حرام.. لماذا مع العلم بأني أعمل في دائرة حكومية وليست مؤسسة خاصة؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فقد أحسن أخوك عندما نصحك بترك التزوير والغش وقال لك إنه حرام ولم يساعدك عليه، فهذا النوع من الأعمال من أهم العوامل التي أفسدت مجتمعات المسلمين وخربت ذمم أفرادهم، والتعاون عليها والمساعدة فيها من التعاون على الإثم والعدوان الذي نهى الله عنه في محكم كتابه، حيث قال: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ [المائدة:٢] .

وهو تزوير واضح وغش بين، والله تعالى يقول: وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ [الحج:٣٠] .

وقد عد النبي صلى الله عليه وسلم قول الزور وشهادة الزور من أكبر الكبائر، جاء ذلك في الصحيحين وغيرهما، ونهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الغش، فقال: من غش فليس منا. رواه مسلم.

ولا يبرر الغش والتزوير كون الشخص يعمل في المؤسسات العامة، فربما يكون الغش فيها والتزوير عليها أشد حرمة أو أعظم ضرراً، وذلك لتعدي الضرر والفساد إلى المجتمع كله.

ولهذا ننصح السائل الكريم بالبعد عن هذا النوع من الأعمال، فأبواب الخير كثيرة ووسائل الرزق الحلال ميسرة، وما عليه إلا أن يتسبب ويعمل ... ويتذكر قول الله عز وجل: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً* وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ [الطلاق:٢-٣] .

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٣ ربيع الثاني ١٤٢٤

<<  <  ج: ص:  >  >>