ـ[أريد أن أتزوج من كانت خطيبتي لكن أهلي يرفضون رفضا تاما وذلك بسبب أنها ليست من نفس بلدي وأن أحد أصدقاء أخي وشى لهم بأنها ليست مرضية، وبعثت لها رسالة على الجوال تقول لها من رابع المستحيلات أن تتزوجي ابني وأنا أحبها كثيرا جدا ولا أستطيع العيش بدونها ولا هي أيضا صار لنا الآن سنة ولم نتزوج ونريد أن نستقر في حياتنا، هل يجوز أن نتزوج ونجعل أهلنا أمام الأمر الواقع، ونقول لهم بعد أن نتزوج؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد سبق أن بينا في فتاوى عديدة أن طاعة الوالدين مقدمة على الزواج من امرأة معينة وذلك لأن طاعة الوالدين فرض والزواج من المرأة المعينة ليس بفرض هذا هو الأصل، ولكن إن تعلق قلب الرجل بالفتاة وكانت ذات دين وخلق وخشي أن يقع معها في الفتنة جاز له أن يتزوج منها ولو لم يرض بذلك والده، ولكن ينبغي قبل الإقدام على الزواج أن يحاول إقناع والديه، وأن يبذل كل وسيلة قد تعينه على إقناعهما لأن اقتناعهما أدعى لنجاح الزواج واستقرار الحياة الزوجية، وراجع الفتوى رقم: ٩٣١٩٤.
وننبه إلى أنه لا يجوز للرجل أن يتزوج من المرأة دون إذن وليها وحضور الشهود وإلا كان الزواج باطلا وانظر الفتوى رقم: ١٧٦٦.
وننبه أيضا إلى أن مجرد كون الفتاة من بلد آخر غير بلد الرجل ليس مسوغا شرعيا لرفض زواجه منها، وقولك إنك لا تستطيع العيش بدون هذه الفتاة قد يكون من تسويل الشيطان وفيه تحكيم للعاطفة فينبغي ان تحكم عقلك وتنظر في الأمر من منطلق المصلحة، والواجب الحذر من أن يؤدي بك هذا الحب إلى الوقوع معها فيما لا يرضي الله تعالى.
وراجع في الحب قبل الزواج الفتوى رقم: ٤٢٢٠، وراجع في علاج العشق الفتوى رقم: ٩٣٦٠.