للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

[دور المسلم إذا تولى أمر المسجد جماعة غير مرضية]

[السُّؤَالُ]

ـ[عندنا جماعة في المسجد استولوا على السلطة بتزوير الانتخابات كما يجري في البلدان العربية نحن في فرنسا بلد ديمقراطي نخضع لقانون الجمعيات وهذه الجماعة لا يطيقها أحد من المسلمين الأكثرية وهم واضعون لقانون داخلي للجمعية لا ينتخب الا المنخرطين في الجمعية والمدينة عدد مسلميها ٢٠٠٠ مسلم وعدد المنخرطين ٦٠ واحدا وأغلبهم لا يصلي إلا في الأعياد وعندما يكون الانتخاب يأتون إلى المسجد ونحن كرهناهم من تسييرهم للمسجد ومعاملتهم للمسلمين التي لا تليق وحتى الفرنسيين الذين دخلوا في الإسلام خرجوا منه وهذه الجماعة تحكم المسجد منذ ١٠ سنوات، ما هوالعمل مع هذه الجماعة الذين تسلطوا كسيوف على رقابنا وحتى الذي يصلي بالمسلمين معين من طرفهم بالقوة ونحن مشتتون فأفيدونا جزاكم الله كل خير؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فعلى المسلم أن يقوم بما أوجب الله من النصح للمسلمين، والتواصي معهم بالحق والصبر وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر بحكمة وبصيرة.

وعليه أن يستعين في ذلك بالوعظ والترغيب والترهيب بنصوص الوحي، وليتخير من أساليب النصح أحسنها، ومن الوسائل أنفعها، وعليه أن يدعو الله لهم بالهداية، وأن لا يمل من الدعاء لهم ولا من دعوتهم، فإذا انتفعوا بذلك فقد تحقق المطلوب، وإن لم يستجيبوا مع قيامه بواجبه فقد أدى الأمانة التي عليه وخرج هو من الحرج والإثم، وقد سبق بيان ذلك في الفتوى رقم: ٥٢٩٩٨، والفتوى رقم: ٢٩١٩٧.

ثم إن هذا الوضع المزري الذي يصفه السائل الكريم يوجب عليه وعلى كل مسلم غيور مضاعفة الجهد في الدعوة إلى الله، وتحمل أعبائها بقدر المستطاع، إصلاحاً لهذا الحال المعوج.. وأخذاً بيد المسلمين الجدد، وكذلك القدامى ممن تؤثر عليهم هذه الأوضاع سلباً، ونوصيك أخي الكريم بمراجعة موضوع (أساليب ووسائل الدعوة) في الفهرس الموضوعي بفتاوى الشبكة.

وأخيراً ننبه السائل الكريم على أنه إن كان له مدخل مع أي جهة مسؤولة وقادرة على إصلاح هذه الأوضاع، فينبغي الاتصال والاستعانة بهم لتغيير هذه المنكرات أو تقليلها، وكذلك إن استطعت أن يكون بينك وبين المصلين في هذا المسجد رابطة تستطيعون من خلالها القيام بهذا الإصلاح دون إحداث فتن ومنكرات أعظم، فعليكم بذلك.. ويمكنك مراجعة الفتوى رقم: ٧٣٤٠٦ للفائدة.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٣ ذو القعدة ١٤٢٩

<<  <  ج: ص:  >  >>