ـ[السلام عليكم ورحمه الله وبركاته لقد أرسلت لكم من قبل ولم يصل إلي أى رد أرجو أن تتفضلوا بالرد لأنى فى أشد الحاجه له سؤالى هو: يوجد خلاف حاد بين زوجتى وأهلى منذ بداية معرفتى بزوجتى فهى عنيدة وأمى أيضا عنيدة جدا ولقد بدأت المشاكل عن طريق محاولة كلا منهما إثبات أنه الأهم والطرف الاقوى فى حياتى ولقد كنت ارضى الاثنين على حسابى انا واتنازل عن حقوقي بغرض مراضاتهما لقد وصل الخلاف الى حد القذف فى حق زوجتى من أمى وأخواتي لدرجة أنهم قد شتموها هي وأهلها أثناء توديعهم لى فى المطار وترتب على ذلك خلاف بينى وبين زوجتى لمطالبتها لى بأخذ حقها من أهلي فأنا أعيش فى حالة نكد دائمة ولقد قامت زوجتى بمنع ابنى من زيارة أهلى أثناء وجوده فى بلدى وهى الآن معى وسوف تعود الى البلد خلال ١٠ أيام وتشترط علي مقاطعة أخواتى وعدم شراء أى هدايا أو محادثتهم فى التليفون وعدم ذهاب ابنى إلى أهلى حتى يأتى أهلى إلى منزل أهلها ويعتذروا لهم وأنه إذا أخذت ابنى وذهبت به إلى أهلى دون إرادتها فأنها تطلب الطلاق وأنا لا أستطيع أن أقطع رحمى وكنت على اتصال دائماً بأهلى دون علمها ولكن المشكلة تكمن حين عودتى ومحاولة أخذ ابنى إلى أهلى سوف يتفجر الموقف وسوف تطلب الطلاق فاذا أنا طلقتها أكون قد اذنبت فى حق ابنى مع العلم أنها حامل فى طفله فانا أعيش فى حالة النكد الدائم لمدة ٨ سنوات لم أر لحظات سعادة إلا أقل القليل فهى شديدة العناد ولقد كنت اتحمل حتى تسير الحياة أما الآن فلا قدرة لدى على الاستمرار فما هو الحل الشرعى؟ وشكرا لكم على مجهودكم الوافر]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فعليك السلام ورحمة الله وبركاته..
واعلم أن أنفع الحلول للمشاكل مهما عظمت وتفاقمت هو أن تعالج بتحكيم شرع الله تعالى في كل جوانبها، مع التحلي بالصبر والحكمة وضبط الأعصاب، فعليك أولاً أن تصلح ما بينك وبين ربك بالتوبة إليه والإنابة وامتثال أوامره واجتناب نواهيه، فإذا فعلت ذلك فالله سيصلح لك أمرك ويصلح ما بينك وبين أهلك، وستكون محل ثقة عندهم وموضع تقدير واعتبار، وتستطيع بذلك فرض ما تريده وتمريره، وعليك مع ذلك أن تكون حازماً صارماً في إحقاق الحق وإقامة القسط، كما قال تعالى:(يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين) . [النساء: ١٣٥] .
ولا تسمح لأهلك بظلم زوجتك، ولا تسمح لزوجتك أن تظلم أهلك وتتدخل فيما بينك وبينهم، وأفهمها جيداً أن هنالك فرقاً كبيراً بينها وبين والديك، فوالداك يجب عليك طاعتهما وبرهما بالمعروف.
وأما زوجتك، فيجب عليها طاعتك بالمعروف ولا تجب عليك طاعتها، وقد أجبنا على سؤالك السابق فراجعه.