للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

[تعارض أمه زواجه من غير جنسيته]

[السُّؤَالُ]

ـ[أنا شاب تونسي أردت التزوج من فتاة جزائرية عملا بقول الرسول صلى الله عليه وسلم ... فاظفر بذات الدين تربت يداك. وعندما عرضت الموضوع على والدي وافق والدي ولكن أمي رفضت حتى مناقشة الموضوع لأن الفتاة ليست تونسية. علما وأني استخرت الله كثيرا في هذا الموضوع ولا أدري ما أعمل مع العلم بأني بحثت كثيرا في بلادي ولم أتمكن من العثور عن العروس المطلوبة الرجاء إفتائي في هذا الموضوع؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فاختلاف الجنسيات والعادات ونحو ذلك لا ينبغي أن يكون ما نعا من الزواج بين المسلمين، إذ العبرة في أمر الزواج إنما تكون بالدين والخلق، ففي الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: تنكح المرأة لأربع: لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك. فأوصى صلى الله عليه وسلم بنكاح ذات الدين ولم يزد على ذلك.

وعليه، فلا يحق لأمك أن تمنعك من الزواج بهذه الفتاة، طالما كانت صاحبة دين وخلق، فإن هي أصرت على الرفض فلتطلب من أقاربك وأرحامك ومن له وجاهة عند أمك، أن يقنعوها بهذا الزواج، فإن لم توافق مع هذا فعليك بالاستجابة لها وترك هذه الفتاة؛ لما لها عليك من حقوق، جاء في الصحيحين عن أبي هريرة قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله من أحق بحسن صحابتي؟ قال: أمك. قال: ثم من؟ قال أمك. قال: ثم من؟ قال: أمك. قال: ثم من؟ قال: ثم أبوك.

ولكن إن خفت أن يلحقك ضرر بيّن في دينك أو دنياك إن أنت تركت هذه الفتاة، وكان قد تعلق بها قلبك، فلك حينئذ أن تتزوجها دون موافقة أمك، ثم عليك بعد ذلك أن تسترضي أمك بكل سبيل.

ونوصيك بالاستخارة دائما في أمورك كلها، ولمزيد من الفائدة يرجى مراجعة الفتاوى ذات الأرقام التالية: ٣٠٨٧٨، ٥٦٠٦٦، ٢٣٠٨٤، ٦٧٩٠٦.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٤ رمضان ١٤٢٩

<<  <  ج: ص:  >  >>