ـ[هل يجوز أن أكتب جهاز عروستي الذي اشتريته بأسعار أعلى من الحقيقية في القائمة الخاصة بذلك والتي سأوقع عليها وتكون تحت مسؤوليتي؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنه ينظر في الدواعي الحاملة للزوج على كتابة هذا الجهاز بأسعار تفوق الحقيقة التي اشتريت بها، فإن كان لمصحلة اقتضت منه فعل ذلك كالهروب من إجباره على دفع ضرائب غير مشروعة على الصداق ولا ينجو منها إلا بهذه الزيادة جاز له في هذه الحالة الكذب، وراجع الفتوى رقم: ٥٢٢١٩. أما إن لم تلجئه إلى ذلك ضرورة فلا يجوز الإقدام على ذلك لأنه كذب محض من غير مسوغ يبيحه، ولا يخفى ما في الكذب من حرمة كما بينا في الفتوى رقم: ١٨٢٤. والفتوى رقم: ١٠٥٢. ويشتد الإثم أكثر إذا كان الجهاز المذكور جزءا من الصداق لأنه غش وخداع وأكل لأموال الناس بالباطل، وقد قال الله تعالى: وَلا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ {البقرة: ١٨٨} . وفي صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم مر على صبرة طعام فأدخل يده فيها، فنالت أصابعه بللاً، فقال: ما هذا يا صاحب الطعام؟ قال: أصابته السماء يا رسول الله، فقال: أفلا جعلته فوق الطعام كي يراه الناس، من غشنا فليس منا.