للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

[رطوبات فرج المرأة طاهرة وإن كانت ناقضة للوضوء]

[السُّؤَالُ]

ـ[أعاني من كثرة الإفرازات النسائية، وقد قرأت سابقا أنه ينبغي الوضوء عند كل صلاة للتطهر وتغيير الملابس المصابة بها، ولكن أحيانا أكون في عملي، وأصلي هناك دون أن أكرر الوضوء، أو أغير ملابسي لصعوبة تحقيق هذا الأمر بالنسبة لي في العمل. فهل صلاتي على هذا الوضع مقبولة؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فمن كانت تعاني من كثرة الإفرازات بحيثُ لا ينضبطُ خروج هذه الإفرازات منها، ولا يتوقفُ وقتا يُمكنها فيه فعل الصلاة بطهارة صحيحة، فحكمها حكم المستحاضة والمعذور بسلس البول، فيجبُ عليها الوضوء لكل صلاة بعد دخول الوقت، وتصلي بهذا الوضوء الفرض وما شاءت من النوافل.

وأما غسل ما أصاب بدنها وثيابها من هذه الإفرازات، أو تبديل تلك الملابس، فينبني على خلاف العلماء في رطوبات فرج المرأة هل هي طاهرة أو نجسة، والراجحُ عندنا طهارتها، وإن كان غسلها مُستحباً خروجاً من الخلاف، وما فهمناه من السؤال أن الأخت السائلة تعني بالإفرازات النسائية هذا النوع من الرطوبات، وانظري الفتوى رقم ١١٠٩٢٨.

إذا علمتِ هذا، وعلمتِ أنه لا يلزمكِ تبديل ثيابك عند كل صلاة، فاعلمي أنه لا يجوزُ لكِ ترك الوضوء بعد دخول الوقت؛ لأن هذه الإفرازات ناقضة للوضوء عند الجماهير خلافاً لابن حزم ومن وافقه، ودائمُ الحدث يلزمه الوضوء لكل صلاة، خلافاً لمالك رحمه الله، ودليل الجمهور قول النبي صلى الله عليه وسلم لفاطمة بنت أبي حبيش، وكانت تُستحاض: ثم توضئي لكل صلاة. رواه البخاري، وأشار مسلم إلى أنه حذف هذه الزيادة عمداً، ورواه أبو داود، وصححه الألباني.

وعلى قول الجمهور، فإن الصلوات التي صليتها دون أن تتوضئي لكل صلاة، غيرُ مقبولة لقول النبي صلى الله علهيه وسلم: لا يقبل الله صلاة أحدكم إذا أحدث حتى يتوضأ. متفق عليه.

ويجبُ عليك إعادة تلك الصلوات لأن ذمتكِ لم تبرأ منها، لأنها فقدت شرطا من شروط صحتها وهو الطهارة، فهي دينٌ في ذمتك، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: فدين الله أحق أن يقضى. متفق عليه.

ثم إنه وليس في الوضوء لكل صلاةٍ كبيرُ مشقة بحمد الله، فأماكن العمل لا تخلو من حمامات في العادة، فعليكِ أن تمتثلي أمر الله، وتجتهدي في تطبيق أحكام الشرع.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٧ جمادي الأولى ١٤٣٠

<<  <  ج: ص:  >  >>