الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن القرآن أنزله الله تعالى على المكلفين من الثقلين ليتعبدوا به ولو كان النبات مكلفا لكان له تأثر عظيم بالقرآن لقوله تعالى: لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآَنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ {الحشر: ٢١} ولا شك أن النبات خاضع لله تعالى ويسبح بحمده تسبيحا لا يفقهه الناس لقوله تعالى: وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ {النور: ٤٤} وقال تعالى: أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ {الحج: ١٨} هذا ولا يمنع أن يكون في النبات بركة عندما يقرأ عليه القرآن لأن القرآن كتاب مبارك كما قال تعالى: وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ {الأنعام: ١٥٥} وراجعي الفتاوى التالية أرقامها: ٦٤٨١٥، ٥٣٣٣٦، ٣٨٧٠٨.