[شؤم التجسس]
[السُّؤَالُ]
ـ[نحن في الخارج وكان يوما عاديا وكان الحال بيني وبين زوجتي بخير وفتحت زوجتي البريد الالكتروني الخاص بها والذي لا أعرف الرقم السري الخاص به فوجدتها قد تغيرت تعبيرات وجهها وطريقه نظرتها لي وكان فيها شيئا من الشرود ثم انصرفت إلى الغرفة المجاورة وبعد دقائق ذهبت أنا إلى جهاز الحاسب الآلي فوجدت البريد الالكتروني الخاص بزوجتي مفتوحا وأردت أن أعرف سبب هذا التغير المفاجئ في مزاجها فوجدت رسالة من والده زوجتي تسب أهلي وتذمهم وتذمني وتحقر تصرفاتي وتلوم زوجتي لأنها على حد قول حماتي كانت متساهلة معي وتوسوس لزوجتي بان أمي تخطط لتدمير بيتي وتوسوس لها أيضا أن أمي تسعد بتعاسة زوجتي علما بأن أهلي لا يذكرون زوجتي إلا بالسلام عليها ولم تنته إلي هذا الحد وإنما وعدت ابنتها بأنها لن تتساهل معي بعد هذا اليوم وأنها سوف تبحث عن شقه لزوجتي وتضع فيها أثاث زوجتي علما بأن لي شقة متميزة في إحدى المدن الجديدة وفيها أثاث زوجتي الآن وكان أيضا في رسالتها استهجان لطريقة تربية والد زوجتي لابنهم الوحيد
واجهت زوجتي بهذه الرسالة فطلبت مني الطلاق لأني أتجسس على رسائلها من أمها وقالت إن كل ما في هذه الرسالة صحيح وإن هذه الرسالة كانت ردا على رسالة من زوجتي تشتكي أنها تشعر بقلق وعدم راحة ولم تعترف أن ما تفعله أمها خطأ ولا يهمها رأيي المهم ألا آخذ هذه الرسالة إلى والد زوجتي فوافقت على أساس ألا يتكرر مثل هذا وسوف أحتفظ بصورة من هذه الرسالة ضد والدة زوجتي على أساس ألا تتدخل في شؤوننا مرة أخرى وكان مع أهل زوجتي مفتاحا لشقتي السابق ذكرها التي فيها أساس زوجتي فغيرت مفتاح باب الشقة ووضعت أيضا فوقه بابا ثانيا من الحديد للحماية بعد أن تكررت حوادث السرقة ولم أبلغ أهل زوجتي لأنني لا أريد أن يكون بوسع والدة زوجتي أن تفعل ما قالته في رسالتها لزوجتي.
والحقيقة أن زوجتي أصبحت أشد عداوة وتزيد في ذكر أمي وأهلي في أي خلاف وكأن رسالة أمها قد انطبعت في رأسها وقد وصل بنا الحال أنني أصبحت أخشي أن أنجب منها علما وأن لنا طفلة قد ولدت قبل هذه الأحداث والسبب في ذلك هو خوفي من تربية زوجتي لأطفالي منها لو أنجبت منها ثانيا وإحساسي بأن زواجي من هذه الزوجة لن يستمر وسوف أضيع ذريتي منها وإحساسي أنه لا فائدة من النصح في هذه الزوجة ودليلي على ذلك
أنني أمرت زوجتي أن لا تستخدم أدوات التجميل من أحمر شفاه وبودرة أساس إلا في البيت عدة مرات ولا تستجيب وأغضب وأهجرها فتخففه وتقول الأهل يستخدمن أدوات التجميل ولا أرى في ذلك شيئا حراما ومحاولاتي معها في ترك استخدام أدوات التجميل استمرت أكثر من ثلاث سنوات ولا فائده مازالت كما هي تستخدم أدوات التجميل وتحملني ونفسها الأوزار. وسؤالي هو هل اطلاعي علي البريد الالكتروني الخاص بزوجتي حرام رغم ما قصصته من تغير في حالها بعد إ طلاعها على البريد الالكتروني الخاص بها ذلك اليوم؟
وهل تغييري لمفتاح باب الشقة ووضعي فوقه بابا ثانيا من الحديد للحماية بدون إبلاغ أهل زوجتي حرام أو خطأ
علما بأن مع والدها قائمة بأثاث زوجتي وعلما بأنني أتجنب سؤال والد زوجتي لماذا فعلت ذلك لأنني وعدت
زوجتي أنني لن أخبر والدها عن رسالة والدتها.
وماذا أفعل مع زوجتي هل أطلقها؟ وامتناعي عن الإنجاب منها هل هذا حرام؟ وهل ينصلح حالها لو تزوجت بزوجه أخرى؟ علما بأنني أريد إنجاب ذرية صالحة وأريد السكينة إلى زوجة ودود حتى أجد فيها الراحة التي أبحث عنها وأئتمنها على مالي وذريتي.
أفيدونا أفادكم الله.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالتجسس حرام في الأصل حتى في حق الزوجة؛ لقوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا {الحجرات: ١٢} وما كان لك أن تجسس على بريد زوجتك بدون إذن منها، والتغير الذي رأيت في وجهها لا يسوغ ذلك، لأنه قد يكون له أكثر من سبب. وتراجع الفتوى رقم: ٢١٠٢١.
أما ما قمت به من إجراء احتياطي لسلامة شقتك فلا حرج في ذلك، ولا يشترط إبلاغ زوجتك ولا أهلها، ولاسيما إذا دعت إلى عدم إبلاغهم حاجة مثل خوفك على متاعك من السرقة ونحو ذلك.
لكن ما يخص الزوجة في الشقة لا يجوز لك منعها من أخذه متى أرادت، وينبغي لك التريث في مسألة الطلاق واتباع الطريقة الشرعية لحل الخلاف بين الزوجين المبنية في الفتوى رقم: ٥٢٩١.
ولا حرج عليك في تأخير الإنجاب منها حتى تأمن جانبها وتتضح معالم الحياة الزوجية معها، لكن يشترط رضاها بذلك؛ لأن لها حقا في الولد، وسبق بيانه في الفتوى رقم: ١٥٠٩٩.
وأما الزوج بالثانية فإنه مشروع بشروطه لمن قدر عليه، ولا نعرف إن كان سيصلح زوجتك أم يزيد من فسادها.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
٠٢ ربيع الأول ١٤٢٨