للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

[البقاء في عصمة زوج عصى الله في طفولته]

[السُّؤَالُ]

ـ[أنا شابة عمري ٢٤ سنة تزوجت بشاب مهذب، متخلق الحمد لله مر على زواجنا حوالي سنة، ذات يوم في ليلة وبالصدفة سمعت بكاء في غرفة الضيوف، وجدت زوجي يصلي ويبكي بشدة، حتى عندما انتهى من الصلاة، أحسست أن شيئاً يقلقه تكلمت معه، قال لي بأنه يريد أن يبوح بسر، انشغل بالي وأصبحت متوترة، فقال لي سرا أفزعني، حيث إنه قال هتك عرضه وهو في العام السادس من عمره، اغتصبه أحد من أسرته، فأرجوكم ماذا أفعل هل أطلب الطلاق أم ماذا، أنا جد حائرة من فضلك ساعدني؟ وشكراً.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فما ذكرته عن زوجك من حسن الخلق والعبادة والبكاء في الصلاة والقلق والحسرة جراء هذا الذنب الذي يبدو أنه ليس هو المرتكب له، يفيد بوضوح أنه رجل صالح عفيف ومؤمن بالله، ولو افترضنا أن زوجك كان هو الساعي فيما فُعل به، فإن السن التي وقع له في ذلك ليست سن تكليف بالنسبة له، كما أن بكاءه وحسرته تعتبر توبة لو كان ثمت ذنب.

ثم على أي تقدير فإن مثل هذا الفعل لا يؤثر في صحة النكاح، واعلمي أن الذي ورد الترغيب في التزوج منه هو صاحب الدين والخلق، ففي الحديث الشريف: إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد عريض. رواه الترمذي.

وعليه، فجميع ما ذكرته عن زوجتك يؤكد أن الأصوب والأولى بك هو الحرص على البقاء زوجة له، لا طلب الطلاق منه.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٠ ربيع الأول ١٤٢٨

<<  <  ج: ص:  >  >>