ـ[إن كلمة الباءة تعني البيت أو المكان أو المسكن لهذا فإن الذي لا يوجد له مكان أو بيت أو مسكن أو مكان منعزل فلا يجب عليه الزواج لأن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول في الحديث الشريف: من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع منكم فعليه بالصوم فإنه له وجاء. وكما أن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول في الحديث الشريف: إياكم والدخول على النساء فقال رجل من الأنصار يا رسول الله أفرأيت الحمو قال الحمو الموت. والحمو يعني أخو الزوج، وهنا إذا حدثت الخلوة بين إخوة الزوج وزوجة أخيهم فإن ذلك فيه المفسدة الكبيرة وقد وقعت وحصلت فواحش وكبائر الذنوب بسب هذه الخلوة بين إخوة الزوج وبين زوجة أخيهم, أو هناك أعمال أخرى يكون فيها الزوج أي الرجل غائبا عن زوجته لفترات طويلة وتبقى الزوجة مع إخوة الزوج في نفس البيت وتعيش معهم تحت نفس السقف مثل سائق الشاحنات الكبيرة الذي يسافر من بلد إلى آخر أو البحارة...... وغيرها من الأعمال وكل هذه الخلوات فيها المفسدة ونهى عنها الرسول صلى الله عليه وسلم وبأحاديث صريحة ... والعياذ بالله من الشيطان الرجيم وإذا كان دخول الرجل على زوجة الأخ يسميها أو يصفها الرسول صلى الله عليه وسلم بالموت ... فماذا يمكن أن نقول إلى الذي يعيش مع زوجة الأخ في نفس البيت وتحت نفس السقف ويكون الزوج فيها غائبا، لهذا إن الذي لا يملك المكان أو البيت المستقل يجب أن لا يتزوج لأن وجود الزوجة مع إخوة الزوج في نفس البيت فيه المفسدة وقد تحدث الخلوة بين الزوجة وإخوة الزوج وهذا ما لا يرضى به الإسلام لأنه الموت، وكما جاء في الحديث الشريف ولهذا فإن عقد الزواج لا يصح في حالة عدم توفر البيت أو المكان المنعزل والمستقل، للزوجين أي الباءة وكما جاء لنا في الحديث الصحيح ونحن أبناء آدم تعلمنا من طائر الغراب كيف ندفن موتانا في القبور لقوله سبحانه وتعالى في سورة الأعراف الآية ٣١ (فَبَعَثَ اللهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ) واليوم يجب أن نتعلم نحن أبناء آدم من طائر العصفور الدوري وهو طائر يعيش مع الإنسان في كل مكان على الأرض أن نبني العش أو البيت قبل الزواج لأن العصفورة تبني عشا مريحا في مكان آمن في أعالي أغصان الأشجار قبل أن تتزوج وتضع فيها البيض وتفقس الأفراخ الصغار فيها وتربيهم داخل هذا العش الآمن والمريح، ورغم أن رسول الله محمدا صلى الله عليه وسلم قد أبلغنا بكل ما أوحي إليه ومنها الباءة التي تعني البيت أو المكان، الإخوان في الشبكة الإسلامية إذا كان رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم يسمي أو يصف دخول أخي الزوج على زوجة أخيه إلى البيت في غيابه بالموت لقوله الحمو الموت ... فماذا يمكن نسمي أن تعيش زوجة الرجل مع إخوته البالغين وربما كان للرجل أكثر من أخ، وفي نفس البيت وتحت نفس السقف ويستخدمون نفس الحمامات والمرافق الصحية ودورات المياه، ويكون الزوج غائبا عن البيت فقد يكون طياراً أو يعمل بحاراً على السفن التجارية والحربية أو يكون عسكريا أو يعمل في القطارات أو يعمل كسائق للشاحنات الكبيرة التي تنتقل من بلد إلى آخر وقد تطول فترة غيابه عن زوجته أسابيع أو شهور أو حتى سنة والزوجة تعيش في نفس البيت مع إخوته البالغين ... وتحت نفس السقف وتستخدم نفس المرافق الصحية ودورات المياه.. فماذا نسمي هذا الموت أو الهلاك أو المصيبة أو جهنم ... الجواب متروك لكم يا إخوان في الشبكة الإسلامية، والله إننا نسمع أشياء لا تليق بالإسلام والمسلمين في حالة عيش وسكن زوجة الأخ مع إخوة زوجها في نفس المكان وفي نفس البيت، لهذا فإن عقد الزواج باطل في حالة عدم توفر البيت والمسكن والمكان المستقل للزوجين أي الباءة وكما قال الرسول صلى الله عليه وسلم في حديث الباءة.... وأن اللبيب من الإشارة يفهم وإذ أنا أكتب لكم هذه السطور فإنني سمعت بأشياء ربما لا تليق بنا نحن كمسلمين أو ربما وقعت فواحش هي فعلا الموت لأنها قد تكون نتيجتها الرجم للزوجة إذا زنت فهي بذلك تموت بسبب هذا العمل ولهذا سميت الموت.... فوجود الباءة هو مفتاح الأمان لكي لا يحصل هذا الموت والإسلام هو كله السلام والأمن للمؤمنين والمؤمنات ... والله تعالى يقول في سورة الإسراء: وَلَا تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً (٣٢) إن عيش الزوجة مع إخوة الزوج في نفس البيت هو اقتراب إلى الزنى وهذا يعني الخروج من أوامر الله تعالى؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد سبق الإجابة على سؤالك في الفتوى رقم: ٧٣٧٥٥.
ونضيف هنا أنه لم يفهم أحد من أهل العلم حسب علمنا - من الحديث من استطاع منكم الباءة، ولا من وجوب السكن للزوجة أو النفقة - منع الزواج أو عدم انعقاده لمن لا يستطيع الباءة أو لا يملك ما ينفق به على زوجته أو يسكنها فيه إذا هي رضيت بحالة زوجها، كما أنه لا يلزم من العجز عن توفير سكن مستقل للمرأة أن يدخل عليها إخوة الزوج، لأن الزوج قد لا يكون له أخ أصلاً، وقد يكون له أخ ولكنه لا يدخل على من لا يجوز الدخول عليها.