للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

[علاج الجفاء بين أهل الخطيبين]

[السُّؤَالُ]

ـ[إني أود أن أسأل فضيلتك في أمر يكاد يتعلق بحياتي فأنا مخطوبة لشاب في نفس سني وتمت الخطبة يا فضيلة الشيخ بأنه جاء لي فى يوم من الأيام الجامعة والحمد لله معروف عني حسن السمعة والأخلاق جاء لي الكلية وقال لي إنه يحبني فجاوبت عليه بأن الذي يحب أي بنت يتقدم لخطبتها خلاف ذلك لا أعرف وبالفعل يا فضيلة الشيخ تقدم لي وكنت أنا موافقة عليه ولكن يا فضيلة الشيخ أبي كان رافضا من حيث أولا أنه في سني وثانيا أنه في مستوى اجتماعي يكاد يكون اقل منى يعني لن يعيشني في نفس مستوايا لكن أنا وافقت لأنه هو طموح ومهذب وضغط على أبي للموافقة على الموضوع وبالفعل وافق أبي لكي يسعدني.

ولكن المفاجأة فضيلتك أولا لما أهل خطيبي هذا جاءوا لقراءة الفاتحة لم يححدو أي ميعاد مع والدي وجاءوا بأقاربهم ولم نكن مستعدين لهذا اليوم من لم الأقارب والأصحاب.

ثانيا: علاقتهم بي فضيلتك تقتصر على أن خطيبي فقط هو الذي يسأل علي ووالدته لم تحدثني حتى في التليفون ووالده لم يحدث والدي أبدا العلاقة تقتصر على علاقة خطيبي بي بأنه يجيء لبيتنا يطمئن علي ويمشي

حدث شيء يا فضيلة الشيخ قبل قراءة الفاتحة وهو أن والد خطيبي كان يمر من قدام بيتنا فناداه خالي فلما ناداه خالي أنا ذهبت داخل البيت ولم أظهر له لكن عرف أني أنا التي دخلت وأنا قد دخلت فضيلتك لخجلي أولا ولحيائي هو أخذها أنى متكبرة وأنى لم أرحب به وأخذ هذا الموقف عني خطيبى يريد مني أن أذهب لأبيه الشغل كي أصالحه على موقفي هذا الذي آخذه مني

ثالثا: فضيلتك أن أباه ووالدته لم يقوموا بزيارتنا قط هذا أدى إلى أنى غير حاسة بالنسب هذا وبالمودة ولا بأي شيء يفرحني؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فاعلمي أولا أن الخطبة مجرد وعد بالزواج لا تبيح أمرا محرما، كالخلوة أو اللمس أو غير ذلك مما كان محرما شرعا قبلها بين المرأة والرجل الأجنبي عنها، وإنما جاز النظر إلى المخطوبة أو الحديث معها بقدر الحاجة فحسب.

وأما ذكرت من جفاء بينك وبين أهل خطيبك فيمكن معالجته بمعرفة أسبابه ودواعيه، فإن كانت منك اعتذرت، وإن كانت منهم فلا لوم عليك في ذلك، وإن رجوت صلاح الحال واستقامة الأمر بعد الزواج فاستمري على ما أنت عليه وحاولي التغلب على تلك المشاكل ما استطعت. وأما تصرفك مع والد خطيبك فهو صحيح لكونه أجنبيا عنك ولا علاقة بينك وبينه، وكذا أم خطيبك لا يلزمك الاتصال بها ولا يلزمها هي أن تتصل بك، وإن كان في العادة ما يقتضي ذلك ويدعو إليه فهو الأولى. ولك أن تتصلي بها لتعرفي سبب الجفوة والقطيعة، إذ قد يكون سببها سوء فهم ونحوه. وعلى كل فيمكن علاج ذلك بالحكمة والتفاهم وعدم التعصب للرأي ومعرفة المخطئ من المصيب، فلا مصيب في القطيعة والهجران.

ولمزيد انظري الفتاوى التالية أرقامها: ٣٥٩٨٧، ٤١٢١٦، ٢٢٣٨٨، ٧١٩٤٠.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٦ ربيع الأول ١٤٢٩

<<  <  ج: ص:  >  >>